عالمية

أزمات وحروب 2023م مستمرة في العام الجديد

جوزيف إبستاين: العالم يعيش حربا عالمية ثالثة تُخاض بطرق هجينة بالدبابات والطائرات وحملات التضليل الإعلامي والتدخل السياسي والحرب السيبرانية وتعتمد على تماس الخطوط الفاصلة بين الحرب والسلام والمقاتلين والمدنيين

 

هلا بريس

يأتي العام الجديد 2024م وسط دواع من الألم والحسرة والقلق والحروب والأزمات الاقتصادية وغلاء الأسعار وإراقة الدماء؛ بسبب حرب إبادة واضحة المعالم، استمرت لأسابيع عديدة، من غير أن تتوقف ومازال أوارٌها مستمراً، وينذر بتأزيم الوضع أكثر خلال السنة الجارية؛ في ظل مواصلة القتل وحلقات التهجير القسري للفلسطينيين؛ لمصادرة أراضيهم وبناء المستعمرات في أفق استقبال المزيد من موجات المستعمرين بدعم واضح من الولايات المتحدة ودول أوروبية التي تُوفر الغطاء لارتكاب هذه الجرائم ضد الإنسانية.

واعتبر العديد من المهتمين بالشأن السياسي العالمي، بأنّنا على شفا حرب عالمية ثالثة، في ظل التوترات المشتدة ما بين الدول خاصة الولايات المتحدة وروسيا، بل هناك من يعتقد على أنّنا فعلا نعيش حرباً عالمية ثالثة، بحسب مجلة نيوزويك الأمريكية التي أشارت، من خلال مقال صادر عن (جوزيف استيان) وهو محلل وباحث متخصص في شؤون الشرق الأوسط، على أنهّا بدأت بالفعل، في ظل مساندة أمريكا لإسرائيل ومساعدة إيران لحركة حماس وحزب الله مشيرة إلى أنّ هذه الحرب لامركزية، غير متصلة ببعضها البعض، وتُخاض بطرق هجينة بالدبابات والطائرات وحملات التضليل الإعلامي والتدخل السياسي والحرب السيبرانية ،وتعتمد على تماس الخطوط الفاصلة بين الحرب والسلام والمقاتلين والمدنيين وتضفي ضباباً على ضبابها، في منطقة تُحاول فيها روسيا والصين وإيران تخليصها من النفود الأمريكي واستحداث نظام حُكم عالمي متعدد الأقطاب.

وإلى جانب هذه الحرب التي تستهدف الفلسطينيين على امتداد عدّة عقود من الزمن، ومازالت مستمرة للأسف الشديد في الوطن العربي، تظهر حربٌ أخرى سودانية سودانية وكأنّ المنطقة لا يكفيها ما تعيشه وتعانيه، تأتي هي الأخرى وعلى امتداد حوالي 9 أشهر من انطلاقتها ما بين فريقين سودانيين متناحرين؛ للاستفراد بالسلطة ممّا خلّف أزيد من 12 ألف قتيل سوداني. وإلى جانب هذين الحربين، هناك حربٌ أوروبية أوروبية، متمثلة في الحرب الروسية الأوكرانية، المستمرة منذ 2022م ومازلت والتي خلّفت خسائر بشرية ومادية، وتسبّبت في أزمات اقتصادية، أرخت بظلالها على مُجمل الاقتصاديات العالمية، في ظل ارتفاع معدّلات التضخم ؛ بسبب الزيّادة في أسعار السلع والمواد الغدائية والخدمات الأساسية.

والمغرب بدوره أصيب اقتصاده بتداعيات هذه الأزمة؛ بسبب اعتماده على واردات طاقية التي ارتفعت فاتورتها وارتفعت معها الحبوب وباقي الأعلاف والأسمدة المستوردة، وانعكس ذلك على الطبقات الفقيرة التي لم تجد من يقف بجانبها؛ بسبب تداعيات هذا الغلاء الذي أهْلك جيوب المواطنين، من غير تدخل برنامج المخطط الأخضر الذي يٌحدّد السياسة الزراعية للمغاربة الذين تمّ تركهم وجها لوجه مع لهيب هذه الأزمات المتتالية، من غير أنْ يجدواْ من يدافع عنهم، سواء من واضعي المخطط أو من طرف البرلمانيين المفروض فيهم أن يلعبواْ دورهم الحيوي في مراقبة أداء الحكومة وممّا زاد الطين بلة؛ هو بروز معالم جفاف يلوح في الأفق وقد يساهم في تأزيم الوضع الاقتصادي، أكثر فأكثر و يؤدي إلى تعميق أزْمة الزيادة في الأسعار بعد التراجع الحادّ في مياه السدود والآبار.

ونأمل من خلال تبني المغرب للدولة الاجتماعية، في ضمان التوزيع العادل للثروة لجميع المواطنين، وضمان الحق في الولوج لمختلف الخدمات، من تعليم وصحة وقانون وعمل وتنمية وسكن لائق وبيئة سليمة.. والحرص على توفير أمن غذائي للفئات الهشة التي تعاني من تداعيات غلاء الأسعار التي لا تستقر على حال ونأمل أيضا في غضون هذه السنة الجديدة، بتوقيف هذه الحروب؛ لأن تكلفتها غالية وغالية جداً، يذهب ضحيتها فقط الأبرياء والضعفاء الذين لاحول لهم ولا قوة .

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى