ألف فارس وفرس شاركُوا في فعالياته
اختتام (موسم) مديونة على إيقاع إطلاق البارود في السماء والأرض
جمال بولحق
أُسْدِل الستار عن فعاليات موسم سيدي أحمد بن لحسن الحداوي في فن التبوريدة، عشية يوم الأحد 23 يوليوز الجاري بعد أنْ تمّ استهلاله يوم الأربعاء المنصرم 19 من نفس الشهر، عاشت خلالها مديونة وزوارها خمسة أيّام من اللعب بالنار والاستمتاع بلوحات استعراضية في فن (التبوريدة) شارك في إحيائها أزيد من 1000 فارس وفرس، موزعين على 48 فرقة (صربة) تنتمي إلى عدّة مناطق مغربية، عبّرت عن براعة في ركوب الخيل والتفنن في اطلاق البارود في كبد السماء وكانت الطلقات المنسجمة التي تخرج في توقيت واحد من بنادق الخيالة، هي الأكثر قبولا لدى الجمهور الغفير الذي حجّ إلى عين المكان، حيث تتعالى في شأنها الزغاريد والهتاف تعبيراً عن التشجيع والاعجاب.
وكان ذلك يؤجج الحماس في نفوس الخيالة ويقوي من عزيمتهم في تقديم لوحات فنية استعراضية ترضي الجمهور المحيط (بالمَحْرَكْ) فكانوا غالبا ما ينجحون في ذلك، بالرغم من تسجيل سقوط العديد منهم في حلبة (المَحْرك) وإصاباتهم بعدّة رضوض وخدوش، لكنها تبقى إصابات خفيفة، لم تصل في معظمها إلى درجة الخطورة، حيث كانت سيّارة الوقاية المدنية وعناصر من جمعية الهلال الأحمر، على أهبة الاستعداد لأي طارئ؛ لنقل المصابين على وجه السرعة للمستشفى الاقليمي في المنطقة، أو تلقي الاسعافات الأولية في عين المكان.
في المقابل، وفي الوقت الذي كانت فيه الفرق المشاركة من الخيالة، تُصوّب بنادقها نحو السماء وتطلق البارود في أجوائها، التحقت بجنبات الخيمة العملاقة المقابلة (للمَحْرَك) فرقة فلكلورية بزيّها التقليدي الخاص بمنطقة (جبالة) بتاونات وتحمل بنادقها، لكن من غير أنْ تركب أي شيء، من فرس أو غيره، تعتمد فقط على ذخيرتها من البارود ورقصاتها وبين الفينة والأخرى وعلى إيقاع موسيقى (الغيطة)، تضغط على الزناد مصوبة فوهات البنادق نحو الأرض وقد نالت هذه العملية استحسان الحاضرين، وشدّت إليها انتباههم واهتمامهم؛ بسبب تفرّدهم في إطلاق البارود نحو الأرض بدل السماء.
ويٌشار على أنّ عامل مديونة هو الذي افتتح فعاليات هذا الموسم لكن ناب عنه في الاختتام كاتبه العام، إلى جانب ممثلي الجهات المنظمة، من مجلس إقليمي وجماعة المجاطية و جمعية كنوز لمقدمي فن (التبوريدة).
ويُشار أيضاً على أنّ نسخة هذه السنة، غاب عنها العنصر النسوي حيث سبق للمرأة أن شاركت في (موسم) مديونة جنبا إلى جنب مع الرجل، مع تسجيل غياب المعارض الفلاحية المختلفة والندوات الفكرية التي كانت سمة بارزة في المواسم السابقة.
وقد سبق لبعض الفعاليات أن أشارت إلى أهمية خلق مهرجان خاص بمديونة، تكون (التبوريدة) جزءا من فقراته، مع الانفتاح على فنون إبداعية متنوعة وتنظيم مسابقات ثقافية ورياضية وفنية ودينية وترويج منتجات المنطقة والاقليم والتعريف بدور مديونة في تاريخ المغرب والتعريف بقصبة مديونة والانفتاح على مجالات أخرى ودعمها في هذا المهرجان؛ لرد الاعتبار لمديونة بمجاليها الحضري والقروي.