أنشطة ملكية

أهم ما جاء في الخطاب الملكي بمناسبة افتتاح السنة التشريعية الجديدة بالبرلمان المغربي

الخطاب تحدّث عن التطورات الأخيرة لملف الصحراء المغربية واعترف بالدور الفاعل للدبلوماسية الحزبية والبرلمانية، في كسب المزيد من الاعتراف بمغربية الصحراء، وتوسيع الدعم لمبادرة الحكم الذاتي، كحل وحيد لهذا النزاع الإقليمي، وشكر الشعب المغربي، مشيراً إلى أنّ ما تمّ تحقيقه من مكاسب، على درب طي هذا الملف، وما تعرفه الأقاليم الجنوبية من تنمية اقتصادية واجتماعية، كان بفضل تضامن جميع المغاربة، وشكر أيضاً أبناء الصحراء على ولائهم الدائم لوطنهم وتشبثهم بمقدساته الدينية والوطنية وتضحياتهم في سبيل الوحدة الترابية للمملكة واستقرارها

 

هلا بريس جمال بوالحق

وجّه العاهل المغربي الملك محمد السادس خطاباً إلى البرلمانيين وممثلي مختلف الهيآت والمؤسسات وعموم المواطنين، على هامش الدورة الأولى من السنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية الحادية عشرة وذلك في عصر يوم الجمعة 11 أكتوبر الجاري بقبّة البرلمان بالرباط، حيث استهل جلالة الملك خطابه، بالحديث عن التطورات الأخيرة لملف الصحراء المغربية، باعتبارها القضية الأولى لجميع المغاربة، مشيراً إلى أنّه منذ اعتلائه عرش المملكة وهو يقول: بأنّ قضية الوحدة الترابية، سوف تنتقل من مرحلة التدبير، إلى مرحلة التغيير، داخليا وخارجيا والانتقال من مقاربة ردّ الفعل، إلى أخذ المبادرة والتحلي بالحزم والاستباقية.

وأشار جلالة الملك للجهود المبذولة؛ للتعريف بعدالة موقف المغرب وبحقوقه التاريخية والمشروعة في الصحراء المغربية، في ظل ظرفية دولية صعبة ومعقدة واليوم ظهر الحق والحمد لله، والحق يعلو ولا يعلى عليه، والقضايا العادلة تنتصر دائما يقول جلالة الملك . وتقدّم العاهل المغربي في ذات خطابه، باسمه وباسم الشعب المغربي، بأصدق عبارات الشكر والامتنان لفرنسا ولرئيسها إيمانويل ماكرون، على هذا الدعم الصريح لمغربية الصحراء في ظل اعتراف الجمهورية الفرنسية، بسيادة المملكة على كامل تراب الصحراء، وتدعم مبادرة الحكم الذاتي، في إطار الوحدة الترابية المغربية، كأساس وحيد لحل هذا النزاع المفتعل

وأوضح  في كون هذا التطور الإيجابي، ينتصر للحق والشرعية ويعترف بالحقوق التاريخية للمغرب، لاسيما أنه صدر عن دولة كبرى، عضو دائم بمجلس الأمن، وفاعل مؤثر في الساحة الدولية وذلك بالإضافة إلى أن فرنسا، تعرف جيداً حقيقة وخلفيات هذا النزاع الإقليمي المفتعل كما أنه يأتي لدعم الجهود المبذولة، في إطار الأمم المتحدة؛ لإرساء أسس مسار سياسي، يفضي إلى حلّ نهائي لهذه القضية، في إطار السيادة المغربية.

وأبرز جلالة الملك في كون هذا الموقف الفرنسي، يندرج في إطار الدينامية الإيجابية التي تعرفها مسألة الصحراء المغربية والتي ترتكز على ترسيخ سيادة المغرب على ترابه وعلى توسيع الدعم لمبادرة الحكم الذاتي وتمكن المغرب من كسب اعتراف دول وازنة، ودائمة العضوية في مجلس الأمن، كالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، إلى جانب مساندة الدول العربية والإفريقية الشقيقة التي تساند بكل وضوح والتزام، الوحدة الترابية للمملكة، لاسيما تلك التي فتحت قنصليات لها في العيون والداخلة.

وتطرّق  العاهل المغربي في خطابه، إلى مبادرة الحكم الذاتي وأبْرز على أنّها، تحظى بالقبول، كأساس وحيد للتوصل إلى حل نهائي لهذا النزاع، في إطار سيادة المغرب، بدعم واسع من طرف عدد متزايد من الدول، من مختلف جهات العالم وذكر من بينها إسبانيا التي وصفها بالصديقة، التي تعرف خبايا هذا الملف، بما يحمله موقفها من دلالات سياسية وتاريخية عميقة، إضافة إلى أغلبية دول الاتحاد الأوروبي، وعبر عن تقديره لمواقفهم المناصرة لقضية المغرب الأولى وشكره لكل الدول التي تتعامل اقتصاديا واستثماريا، مع الأقاليم الجنوبية للمملكة، كجزء لا يتجزأ من التراب الوطني وهي بذلك تواكب مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تشهدها الصحراء المغربية وتعزز موقعها كمحور للتواصل والتبادل بين المغرب وعمقه الإفريقي، كما تضعها في صلب المبادرات القارية الاستراتيجية، كمشروع أنبوب الغاز المغرب – نيجيريا، ومبادرة الدول الإفريقية الأطلسية، إضافة إلى مبادرة تمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي. واعتبر إلى أنّه على الرغم من كلّ ما تحقّق، فإنّ المرحلة المقبلة، تتطلب من الجميع، المزيد من التعبئة واليقظة؛ لمواصلة تعزيز موقف بلادنا، والتعريف بعدالة قضيتنا، والتصدي لمناورات الخصوم.

وفي هذا الإطار، يجب شرح أسس الموقف المغربي للدول القليلة، التي ما زالت تسير ضد منطق الحق والتاريخ، والعمل على إقناعها، بالحجج والأدلة القانونية والسياسية والتاريخية والروحية التي تؤكد على شرعية مغربية الصحراء وهو ما يقتضي تضافر جهود كلّ المؤسسات الوطنية، الرسمية منها والحزبية والمدنية وتعزيز التنسيق بينها، بما يضفي النجاعة اللازمة على أدائها وتحركاتها

واعترف جلالة الملك بالدور الفاعل للدبلوماسية الحزبية والبرلمانية، في كسب المزيد من الاعتراف بمغربية الصحراء، وتوسيع الدعم لمبادرة الحكم الذاتي، كحل وحيد لهذا النزاع الإقليمي. لذا، ندعو إلى المزيد من التنسيق بين مجلسي البرلمان بهذا الخصوص، ووضع هياكل داخلية ملائمة، بموارد بشرية مؤهلة، مع اعتماد معايير الكفاءة والاختصاص، في اختيار الوفود، سواء في اللقاءات الثنائية، أو في المحافل الجهوية والدولية.

وعبر جلالة الملك عن شكره وامتنانه للشعب المغربي مشيراً إلى أنّ ما تمّ تحقيقه من مكاسب، على درب طي هذا الملف وما تعرفه أقاليمنا الجنوبية من تنمية اقتصادية واجتماعية، كان بفضل تضامن جميع المغاربة، في سبيل ترسيخ الوحدة الوطنية والترابية، مع إشادته بالجهود التي تبذلها الدبلوماسية الوطنية ومختلف المؤسسات المعنية وكل القوى الحية وجميع المغاربة الأحرار، داخل الوطن وخارجه، في الدفاع عن الحقوق المشروعة لوطنهم والتصدي لمناورات الأعداء. وعبّر العاهل المغربي عن شكره وتقديره، لأبناء الصحراء، على ولائهم الدائم لوطنهم وعلى تشبثهم بمقدساته الدينية والوطنية وتضحياتهم، في سبيل الوحدة الترابية للمملكة واستقرارها. واختتم  خطابه، بالتأكيد إلى أنّ المغرب سوف يظل دائما حازماً في موقفه وفيا لنهج الانفتاح على محيطه المغاربي والجهوي، بما يساهم في تحقيق التنمية المشتركة والأمن والاستقرار لشعوب المنطقة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى