إرغام فرنسا على غلق سفارتها بالنيجر هل يُقلص من وجودها الإفريقي؟؟
هلا بريس
اضْطرت الخارجية الفرنسية مرغمةً على إغلاق سفارتها بدولة النيجر، إلى أجل غير مسمى، بعد أنْ واجهت عدّة صعوبات في الشهور الأخيرة، حالت دون أدائها لمهامها الدبلوماسية؛ بسبب الظروف الأمنية، ورفض النيجر للتواجد الفرنسي في البلاد فضلا عن القيود المفروضة على تنقل العاملين فيها ومنع دخول الدبلوماسيين، بحسب بيان صادر عن السفارة الفرنسية في النيجر والذي جاء فيه أيضا، على أنّها سوف تُواصل نشاطها من باريس وتبقى على اتصال وتواصل مع المواطنين الفرنسيين الموجودين في البلاد ومع المنظمات غير الحكومية.
وقد جاء هذا الإغلاق بعد مغادرة آخر جندي فرنسي من النيجر، بتاريخ 22 دجنبر 2023م ؛بسبب توتر العلاقة ما بين باريس ونيامي بعد الانقلاب الرئاسي الأخير واندلاع عدّة احتجاجات وتعرض السفارة الفرنسية لهجوم بعد ذلك. وليست النيجر بالدولة الإفريقية الوحيدة التي بادرت إلى قطع علاقتها الأمنية مع فرنسا، فقد سبقتها إلى ذلك، كلٌّ من بوركينا فاسو ومالي وإفريقيا الوسطى بعد الانقلابات الأخيرة التي عرفتها هذه الدول الإفريقية.
وجديرٌ بالذكر، أنّ النيجر كانت قد طالبت في الشهر الماضي من دجنبر 2023م بمغادرة كلّ الجنود الفرنسيين الموجودين فوق ترابها في تصعيد غير مسبوق؛ بسبب المساندة العلنية لباريس للرئيس السابق، المطاح به (محمد بازوم) المُقرب منها. وقد ناورت فرنسا كثيراً قبل قبول هذا المطلب؛ لأنّها كانت تُعول على منظمة (إيكواس) لحلّ نزاعها مع المجلس العسكري الصاعد بالنيجر، لكنّها لم تٌحقق شيئا؛ بسبب تشبّت الحاكمين الجٌدد بمغادرة فرنسا للبلاد بعد أنْ أخْفقت هذه الأخيرة في عدّة مجالات في البلاد وإهمالها للشعوب الإفريقية والتفكير فقط في تحقيق مصالحها الشخصية، الخادمة لفرنسا في المقام الأول والأخير.
ويبدو بأنّ التهافت على النيجر خاصة وإفريقيا عامّة من قبل عدّة دول، من بينها روسيا والصين وأمريكا وألمانيا وغيرها؛ لعقد عدّة صفقات واتفاقات اقتصادية وغيرها قد عجّل برحيل الفرنسيين الذين كانوا يتحكمون في رقاب العديد من الدول الإفريقية مما حذا بالنيجر وغيرها على تغيير وجهتهم نحو حُلفاء آخرين.