اتفاقية شراكة في كرة القدم تغضب الجمعيات الرياضية بمدينة “تيط مليل”
تخصيص دورة استثنائية لمناقشتها والتي جرت على إيقاع احتجاجات الجمعيات خصوصاً بعد منعهم من حضورها وأصدرواْ بياناً عبّرواْ فيه عن استنكارهم إقدام المجلس على تفويت ملعب "تيط مليل" إلى جمعية من خارج الإقليم، واستغربواْ من حجم الموارد المرصودة لهذه الصفقة، في الوقت الذي تعاني فيه الجمعيات النشيطة الأمرين، وأكدواْ على أنّه في حال المصادقة على مشروع الاتفاقية بصيغته الحالية، سوف يضطرون؛ لتجميد جميع الأنشطة الرياضية بالمدينة.
هلا بريس
أحدثت اتفاقية شراكة رياضية تحمل عنوان تطوير كرة القدم بتيط مليل، غلياناً في صفوف الجمعيات الرياضية بمدينة تيط مليل بعمالة مديونة، في صبيحة هذا اليوم الأول من شهر يوليوز الجاري2025م على هامش انعقاد دورة استثنائية؛ لمناقشة هذه الإتفاقية التي جرت الدورة الجماعية الخاصة بها، على إيقاع احتجاجات الجمعيات الرياضية وفعاليات المجتمع التي تمّ منعهما من حضور أشغال هذه الدورة تحت ذريعة أنّها سرية، بالرغم من أنّه لم يتم التصويت على ذلك من طرف أعضاء المجلس المحلي، وفق مصادر مطلعة.
ورفعت الجمعيات الرياضية خلال وقفتها أمام مقر الجماعة، بالتزامن مع انعقاد هذه الدورة، في صبيحة هذا (اليوم) عدّة شعارات من قبيل “لا لطمس هوية الرياضة بتيط مليل” و”التفريط قي الملعب خيانة للأجيال القادمة” و”الملعب ملك لساكنة تيط مليل” ولا “لتفويت الملعب.. احتقار الرياضيين بتيط مليل” إلى غيرها من الشعارات المطالبة ببقاء الملعب مفتوحاً في وجه الجمعيات الرياضية وممارسي كرة القدم في المنطقة؛ لأنّه يعتبرونه جزءاً من تاريخ المنطقة والإرث المادي المعبر عن هويتها.
وعلى الرغم من تعالي الأصوات الرياضية بتيط مليل؛ للحيلولة دون التصويت عليها من طرف أعضاء الجماعة إلاّ أنّهُ تمّ تمريرها بواقع 14 صوتاً، أغلبيتهم من الأصالة والمعاصرة، في مقابل 13 منهم رفضوها وهم خليط ما بين التجمع الوطني والاستقلال والأصالة.
وتخصّ هذه الاتفاقية، بحسب وثيقة توصّلت “هلا بريس” بنسخة منها، تطوير كرة القدم بتيط مليل من طرف جمعية من خارج الإقليم ويطلقون عليها اسم الجمعية الرياضية لأنوريا وصرف منحة سنوية لها قدّروها في 100 مليون سنتيم مستخلصة من الجماعة الترابية “تيط مليل” والعمالة ملزمة بتوفير مكان لإيواء اللاعبين وباقي المستلزمات بينما المجلس الإقليمي عليه أن يبادر باقتناء 3 حافلات؛ لنقل اللاعبين ووضعها رهن إشارة الجمعية، مع إلزام الجمعية بإنشاء مدرسة لتكوين وصقل المواهب في المنطقة وتوطين الجمعية بتراب الجماعة، مع الإشارة إلى تيط مليل في تسميتها وتخصيص الملعب الكبير والملاعب الثانوية وكلّ مرافقه حصريا للجمعية، مع استعمالها للمسبح المغطى عند الحاجة وتخصيص مقر للجمعية داخل المركب الرياضي .
وظلت الجمعيات طيلة الأيام السابقة مصدومة بعد أن نزل على أنفسهم خبر الاتفاقية كالصاعقة، خصوصاً بعد أن اطلعواْ على فحواها في الفقرة التي تقول «تخصيص الملعب الكبير والملاعب الثانوية وكلّ مرافقه حصريا للجمعية» مما يعني حرمانهم من ملعبهم التاريخي.
ويُشار إلى أنّ هذه الجمعيات، كانت قد أصدرت بيانا بعد توصلها بمضمون هذه الاتفاقية، عبّرت فيه عن استنكارها إقدام المجلس على تفويت ملعب “تيط مليل” إلى جمعية من خارج الإقليم، ورفضت أيّ اتفاقية تنصّ على التفريط في المرافق الرياضية والثقافية وحرمان أبناء المنطقة، واستنكرت تهميش الجمعيات الرياضية الفاعلة في تدبير المرافق الرياضية بالجماعة، واستغربت من حجم الموارد المالية والتقنية واللوجستيكية المرصودة لهذه الصفقة، في الوقت الذي تعاني فيه الجمعيات النشيطة الأمرين بسبب غياب أيّة موارد لعدّة سنوات.
وطالبت هذه الطاقات الفاعلة في المجال الرياضي بفتح حوار حقيقي ومستعجل مع المنتخبين؛ لشرح وجهة نظر المجتمع المدني ووضع مشروع بديل. وأكدت على أنّه في حال المصادقة على مشروع الاتفاقية بصيغته الحالية، سوف تضطر لتجميد جميع الأنشطة الرياضية بالمدينة، واتفقواْ على أن يبقواْ في حالة اجتماع دائم؛ لمعالجة هذه الإشكالية.