الأمم المتحدة تحتفل باليوم العالمي لمنع الإبادة الجماعية وحماية حقوق الإنسان وهي عاجزة عن توقيفها بحق الشعب الفلسطيني
حرب الإبادة في حق الفلسطينيين، ممارسة عليهم من طرف محتلين ومختلين ومرضى نفسيين، من قوى الشر والجريمة، العاشقين لسفك الدماء والمهووسين بقتل النساء والشيوخ والأطفال على وجه الخصوص
هلا بريس
اختارت منظمة الأمم المتحدة يوم 9 دجنبر من كلّ سنة؛ للاحتفال باليوم العالمي لذكرى ضحايا جرائم الإبادة الجماعية والدعوة إلى تبني السلام والتعايش بين الشعوب وشجب كلّ أشكال العنف والتدمير التي تؤدي إلى سقوط الأبرياء ومنع الإبادة الجماعية وحماية حقوق الإنسان في كل مكان من غير تمييز.
وتقرُّ الجمعية العامة للأمم المتحدة، في كون الإبادة الجماعية، هي جريمة بمقتضى القانون الدولي، وتتعارض مع روح الأمم المتحدة وأهدافها، ويدينها العالم المتمدن، سواء في أيّام السلم، أو الحرب، ويتعهد بمنعها والمعاقبة عليها، وفق ما هو متضمن في بنودها.
ويأتي تخليد هذه الذكرى، في هذا اليوم 9 دجنبر 2023م في ظل ظرفية خاصة؛ بسبب عجز واضح وفاضح للمنتظم الدولي على الالتزام بمضمون هذه الاتفاقية، تأتي والعالم الذي يدّعي المتمدن والحضارة واحترام حقوق الإنسان والأطفال، يكتفي بدور المتفرج حول ما يجري ويدور من حرب إبادة وتقتيل واسع النطاق للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بواسطة أسلحة محرمة دولية، يتم قتلهم بدم بارد أمام مرأى ومسمع هذا العالم الذي يٌحرر الاتفاقيات والقوانين، من غير تطبيقها والالتزام بفحواها، عالم متواطئ ،نزعت الرحمة من قبله ولا يكلف نفسه حتى تدوين بيانات إدانة واضحة وصريحة.
عالم مصمم على السكوت والتزام الصمت، عمّا يقع من جرائم في حق المدنيين من أهالي غزة، عالم غير مهتم لتلك الإبادة الجماعية في حق الأطفال والنساء وغيرهم.
وتتسم هذه الحرب بتدخل الولايات المتحدة الأمريكية ومساندتها علنيا لقوات الاحتلال في ارتكاب جرائمها ومواصلتها لحرب إبادتها لشعب مغلوب على أمره، يقاوم لتحرير بلده ودعمتها بالأسلحة والبوارج الحربية ولم تهتز لها شعرة واحدة وهي ترى جثت الأطفال والنساء وهي أشلاء متناثرة فوق الطرقات وتحت أطلال المباني المهدمة فوق رؤوس أصحابها.
وعلى الرغم من توالي الجرائم يوما عن آخر وساعة تلو الأخرى إلاّ أنّ المدعو (بايدن) يُصر وبعناد على تجاهل كلّ هذه الجرائم الفظيعة، في منطقة يكتفي حٌكامها بعقد مؤتمرات ولقاءات لا تغني ولا تسمن من جوع.
ولا تُذكر حرب الإبادة في حق الشعب الفلسطيني بغزة إلاّ بجرائم مجزرة (سربرنيستا) 1995م التي راح ضحيتها أكثر من 8000 مسلم، تمّ قتلهم وإبادتهم على أيدي جيوش صرب البوسنة إضافة إلى ما تعرّضت له أقلية (الروهينغا) المسلمة على يد الجيش البورمي 2016م /2017م بهدف محو هويتهم وإخراجهم من البلاد علاوة عن جرائم الإبادة التي تعرّض لها الشعب الفلسطيني نفسه، في بداية احتلال أراضيه، من طرف الصهاينة وهي مجازر حقيقية مازال التاريخ يذكرنا بمجرياتها مثل مجزرة قرية (الدوايمية) بالخليل ودير ياسين وباب العامود والقدس ويافا وغيرها..
ويحتاج العالم الإنساني في هذا الوقت العصيب وقواه الحية ؛ للضغط ومواصلة الضغط؛ لتوقيف مجريات حرب الإبادة الممارسة في حق الفلسطينيين، من طرف محتلين ومختلين ومرضى نفسيين، من قوى الشر والجريمة، العاشقين لسفك الدماء والمهووسين بقتل النساء والشيوخ والأطفال على وجه الخصوص.