بيئة ومناخ

الإجهاز على مشروع المزبلة الجديدة للعاصمة الاقتصادية

شركة البيضاء للبيئة نجحت في إهدار أموال البيضاويين ونفرت الشركات الكبرى من دفتر التحملات واستعانت بشركة متواضعة لدفن النفايات وتجاهلت معالجة عصارة الأزبال وعجزت عن توفير مطرح عمومي يستجيب للمعايير البيئية المطلوبة

 

هلا بريس

مرّت أزيد من سنة ونصف السنة على بداية العمل بالمطرح العمومي الجديد، المتواجد جنباً إلى جنب مع القديم الذي تمّت عملية إقفاله بعد أن امتلئ عن آخره. وتبيّن من خلال الملاحظة والمعاينة، أنّ واقع العمل ومعالجة النفايات بهذا الفضاء الجديد، يتمّ بطريقة تقليدية كانت سائدة في المطرح القديم، في ظل تكديس الأزبال وطمرها بطريقة أفقية واعتماد شركة البيضاء للبيئة على شركة متواضعة لا علاقة لها بمجال النفايات، هي من كانت تُدبر المزبلة القديمة؛ من أجل تسيير المزبلة الجديدة، بالرغم من افتقادها للآليات والجرّافات الضرورية المنصوص عليها في دفتر التحملات وهو أمر يطرح أكثر من علامات استفهام ؟؟؟

فقد عرفت شركة البيضاء للبيئة كيف تُنفِّر الشركات الكبرى، من بنود دفتر التحملات الخاص بمشروع المفرغ الجديد الذي لم يتم الحسم في الصفقة المتعلقة بتدبيره لخامس مرّة على التوالي؛ بسبب تضمنه لشروط وصفتها هذه الشركات بالشروط التعجيزية والصفقة الخاسرة وضعف القيمة المالية السنوية ( 46 مليون درهم) ووجود شروط صعبة في دفتر التحملات الخاص بها.

وكشفت عدّة مصادر من عين المكان، عن سوء تدبير واضح لمرفق المطرح العمومي؛ بسبب اعتماد شركة البيضاء للبيئة على شركة أخرى في تدبيره وهي شركة لا تتوفر على الآليات الضرورية للقيام بمهمتها وتلجأ فقط إلى كراء جرّافات وشاحنات قديمة للقيام بعملية الطمر، وتتعرض باستمرار للعطب؛ بسبب حالاتها الميكانيكية المهترئة وتُلاحَظ دائما متوقفة ورغم ذلك يتم التغاضي عنها من طرف كازا بيئة مثل تغاضيها عن .معالجة  “اللكسيفيا” والغاز السائل، ممّا ساهم في تأزيم الوضع البيئي في المنطقة المتأزم أصلا؛ بسبب مستنقعات هذه المياه، التي تتسرّب من كلّ جنبات المطرح العمومي، مشكلة ضرراً كبيراً على السكان وزُوار المنطقة.

وللإشارة فدفتر التحملات الخاص بهذه الصفقة، يتعلق بدفن النفايات المنزلية مع توفير محركات لضخ ميّاه الأزبال وتجميعها في صهاريج معدّة لهذا الغرض، ويشتغل المكب الخاضع للرقابة لمدّة إجمالية تبلغ 3 سنوات، ويكون العقد قابلا للتجديد من سنة لأخرى ولكل سنة ميزانيتها والخدمات المتعلقة بمعالجة المادّة المرتشحة (العصارة) ليست جٌزءا من طلب العروض، بل ستكون موضوع خدمة مستقلة وفق الفصل 13 من نفس الدفتر، وسيتم تجديد العقد ضمنيا من سنة لأخرى في غضون فترة تنفيذه، ويعتبر عدم التجديد بمثابة إنهاء للعقد، الذي لا يعطي الحق في التعويض حسب ما جاء في محتوى المادة 20 من دفتر التحملات المذكور، الذي يحفل أيضا بالعديد من الشروط، التي على الشركة الفائزة بالصفقة الالتزام بها من بينها أمن وحراسة المفرغ الجديد على نفقتها الخاصة في الليل والنهار وعلى امتداد الأسبوع والحفاظ على سلامة العاملين ضد اقتحام أي شخص أجنبي، ومن الماشية من خلال تجنيد عدد كاف من الحراس، واحترام الحد الأدنى للأجور وتوفير العدد الكافي من الموظفين المؤهلين، القادرين على ضمان الأداء الطبيعي؛ لخدمة مكب النفايات وتزويدهم بملابس العمل لحمايتهم من الشمس والمطر والرياح والحرارة وتوزيع ملابس سلامة عاكسة بالنسبة للعمال الليْليّين والامتثال للقوانين، فيما يخصّ احترام البيئة وحماية الهواء والتربة والميّاه السطحية والجوفية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى