الماحيا القاتلة درسٌ لأخذ العبرة
هلا بريس
حصدت (الماحيا) العديد من أرواح المواطنين بجماعة علال التازي بالقنيطرة بعد تعرضهم لتسمم مميت خلال الأيام القليلة الماضية والعدد مرشح للارتفاع، في ظل توفر العديد من المصابين بحالات تسمم؛ نتيجة احتسائهم لهذا المشروب الكحولي.
وأرجعت العديد من المصادر المهتمة، في أن يكون سبب هذا التسمم راجع إلى اعتماد صانعي (الماحيا) على أوساخ من بقايا كراتين البيض ومخلفات أخرى، يشتغلون عليها في عملية التخمير، مع إضافة مادة كيماوية مسكرة والعمل بعد ذلك على ترويجها بأثمنة في المتناول.
وأضافت ذات المصادر في كون غلاء المواد الأولية المستعملة في صناعة (الماحيا) مثل التين (الشريحا) والتي تحٌول دون الاعتماد عليها هو الذي يُجبر صٌناع هذه المادّة، الاعتماد على بدائل أخرى، في عملية التخمير وهي في الغالب بدائل متسخة وقذرة.
ولا تعتبر واقعة القنيطرة بالحالة المتفردة ببلادنا، فقد سبقتها حالات أخرى مماثلة والوضع مرشح للارتفاع، في ظل تواجد العديد من بؤر الإتجار في هذه المادة بالعديد من المناطق في المغرب؛ نتيجة الإقبال عليها من طرف فئات عريضة من الشباب وغير الشباب؛ بسبب رخص ثمنها مقارنة مع باقي المشروبات الكحولية.
لقد كشفت واقعة القنيطرة عن واقع مرير من تهافت واضح وبيّن لفئات عريضة من الشباب على مختلف أنواع الممنوعات، من مخدرات وكوكايين وقرقوبي و(بوفة) ومشروبات كحولية و(ماحيا) وغيرها ممّن ابتُلي بها بعض الشباب، والتي تستدعي تدخلاً واسعاً وجريئاً وتشريعاً قانونياً حقيقياً؛ للحد من تفشي هذه الظاهرة التي تعتبر أشواكا حقيقية في حلق التنمية المستدامة.
إنه إلى جانب توفير البنيات التحتية الضرورية بمختلف أشكالها والقضاء على مختلف الظواهر المسيئة مثل التسول ودور الصفيح وغيرها التي تحاول الدولة جاهدة القضاء عليها، في أفق احتضان تظاهرات رياضية عالمية، لكن المعركة الحقيقية التي يجب الاستثمار فيها هي تأهيل العنصر البشري والعمل على الاشتغال عليه وتوفير مراكز لعلاج المدمنين ، في كل حي وزنقة.. إلى جانب توفير دور الشباب وغيرها من المرافق المجتمعية والاهتمام أكثر بفئات المجتمع المختلفة؛ لأنّ الإدمان داء خطير يجب محاربته بكل الإمكانيات المتاحة.