وطنية

المغرب يحتفل بذكرى المسيرة الخضراء في محطتها التاسعة والأربعين

الذكرى تأتي للتذكير من جديد بمدى تعلق المغاربة بأهداب العرش العلوي ولفت الانتباه من جديد في كون الصحراء في الجنوب، بما فيها الصحراء الشرقية، كانت دائماً أراضٍ تابعة للمغرب، كما تؤكد على ذلك الوثائق الخاصة بالخرائط والاتفاقيات والمراسلات والمبيعات والرسومات وذلك منذ العصر الوسيط

 

هلا بريس جمال بوالحق

يحتفل المغاربة قاطبة من طنجة إلى الكويرة، يوم غد الأربعاء 6 نونبر من سنة 2024م بالذكرى 49 لانطلاق المسيرة الخضراء التي عبّرت عن مدى تعلق الشعب المغربي بأهداب العرش العلوي، حيثُ بمجرد الإعلان عن توقيتها، هبّ عشرات الألاف من المغاربة، حوالي 350 ألف نسمة، من بينهم ما يناهز 35 ألف مغربية، في اتجاه الأقاليم الصحراوية المغربية، التي كانت ساعتها تئن من وطأة الاستعمار الإسباني، فكانت هذه المسيرة محطة أساسية في تحرير المنطقة منه وإنهاء وجوده من فوق ترابها ورفع راية الوطن فوق مدينة العيون، وبعدها بثلاثة سنوات تمّ استرجاع إقليم وادي الذهب.

ومنذ ذلك التاريخ والجزائر لا تنفك في مضايقة المغرب وتستكثر عليه استرجاعه لأراضيه، بالرغم من أنّ الصحراء في الجنوب بما فيها الصحراء الشرقية، كانت دائما أراضٍ تابعة للمغرب، كما تؤكد على ذلك الوثائق الخاصة بالخرائط والاتفاقيات والمراسلات والمبيعات والرسومات وذلك منذ العصر الوسيط هذا دون نسيان ما نشره المؤرخ الفرنسي (برنارد لوغان) بمجلة (إيبدو ماروك) ، الذي قال فيه بأن فرنسا قطعت أجزاءً من المغرب لتوسيع أراضي “الجزائر الفرنسية” وذلك منذ 1870م أي بعد 40 عاماً من بدء الاستعمار الفرنسية في الإيالة ، التي كانت خاضعة للسلطنة العثمانية وأبْرز على أن تلك المناطق لم تكن أبداً جزائرية، على اعتبار أن دولة الجزائر لم تُحدَث إلاّ سنة 1962م

وإلى جانب الصحراء الشرقية، تمّ الاستيلاء على مدينتين مغربيين من تراب المملكة منذ عدّة قرون وقد حاول المغاربة مراراً استعادة المدينتين، وكانت أبرز هذه المحاولات في عهد المولى إسماعيل الذي حاصر مدينة سبتة لمدّة طويلة، لكن من غير فائدة ترجى، كما حاول مولاي محمد بن عبد الله عام 1774م محاصرة مدينة (مليلية) لكن من غير أن يتمكن من تحريرها واستمرت محاولات المغاربة بعد ذلك؛ لاستعادة المدينتين في القرن العشرين، وذكرت بعض المصادر التاريخية، أنّ الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي، كان في وضع عسكري يسمح له بدخول مدينة مليلية ولكنه أحجم عن ذلك وحتى بعد أنْ نال المغرب استقلاله والى وقت قريب جدّاً كان مطلب المغرب الدائم هو ضم  سبتة ومليلية وبعض الجزر الصغيرة  إلى حضيرة الوطن.

وتختتم (هلا بريس) كلمتها بما خصّ به جلالة الملك محمد الشعب المغربي في خطابه عن ذات المناسبة من السنة الماضية، التي تحدّث فيها على أهمية حدث المسيرة الخضراء في استكمال الوحدة الترابية وتعزيز البعد الأطلسي للمملكة المغربية وتأهيل الواجهة الأطلسية للصحراء المغربية وتحويلها إلى فضاء للتواصل الإنساني والتكامل الاقتصادي وتطوير التنقيب عن الموارد الطبيعية في عرض البحر ومواصلة الاستثمار في مجالات الصيد البحري وتحلية مياه البحر والنهوض بالاقتصاد الأزرق ودعم الطاقات المتجددة وتشجيع السياحة الأطلسية والاستثمار في المؤهلات الكبيرة للمنطقة وأهمية المشروع الاستراتيجي لأنبوب الغاز المغرب  نيجيريا وتحدث من جديد عن الجدية للتشجيع على مواصلة العمل واستكمال المشاريع والإصلاحات ورفع التحديات التي تواجه البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى