اليوم العالمي للطفل لسنة 2023م
السكوت عن الاستمرار في قتل الأطفال الأبرياء جريمة لا يمكن السكوت عنها
هلا بريس
حلّت هذا اليوم 20 نونبر2023م مناسبة الاحتفال باليوم العالمي للطفل على إيقاع حرب ضروس، لا هٌدنة ولا هٌوادة فيها، تشنّها قوات الاحتلال الإسرائيلي على شعب أعزل منذ حوالي شهر ونصف الشهر وهي حرب استٌعملت فيها مختلف أنواع الأسلحة والقنابل والصواريخ والغارات الجوية العنيفة المُصوَّبة نحو المنازل والمناطق الآهلة بالسكان، نتج عنها سقوط ضحايا بالآلاف، وصلت أعدادهم إلى أزيد من 13 ألف شخص، من بينهم 5500 طفل إضافة إلى أعداد الأطفال الذين يٌهلكون داخل المستشفيات، بعد أنْ يُحالوا عليها مصابين؛ بسبب النقص الحاد في العلاج وظروف الاستشفاء السيئة هذا دون نسيان هلاك الأطفال الخُدج؛ بسبب تعطل حضّاناتهم بفعل فاعل ومنع إدخال المواد الطبية اللازمة لإنقاذ حياة المصابين وكل ذلك بنية القتل والإبادة الجماعية.
وعلى الرغم من كلّ الاحصائيات والأرقام الواردة حول حصيلة ضحايا العدوان على غزة إلاّ أنّه تبقى أرقام نسبية يصعب الاستسلام إلى أعدادها؛ لتحديد عدد الأطفال الذين قُتلوا في ظل انهيار المدارس والمستشفيات وغيرها ووجود جثث تحت الأنقاض .
إنّ ما تعرّض له أطفال غزة، وما يتعرضون له، وما سوف يتعرضون له، هو حرب إبادة جماعية أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي، منهم العاجز والمتواطئ والساكت الذي يعجز حتى عن الإدانة، باستثناء المنظمات والجمعيات والشعوب وبعض الدول، بينما الوضعية الحالية التي وصلت إليها الحالة بغزة من حرب وتقتيل وإبادة ودفن تحت ركام المباني المنهارة أصبح معها السكوت غير ممكن؛ لأنّ جريمة قتل الأطفال تعتبر جريمة من جرائم الحرب ويستدعي معها الأمر التحرك لفعل شيء أكثر فاعلية؛ لوقف الحرب وإنقاذ ما تبقى من أطفال غزة .
فلم تعد تكفي المؤتمرات والاجتماعات والبيانات الختامية والمواقف الدبلوماسية مع عدو، لا يكترث لأي شيء، يقتل ويبيد، ويقصف بدم بارد، من غير أن يجد أيّة قوة رادعة، تجبره على التوقف، فمسؤوليتنا جميعا، كل من موقعه، هي التعهد بحماية الأطفال؛ لأنّ حقوقهم من حقوق الإنسان والدفاع عنهم والوقوف ضد كل من يستهدفهم والحرص على إدانته وتصنيفه ومحاربته بمختلف الوسائل الممكنة، الاقتصادية منها والاجتماعية والثقافية ومقاطعته وعزله دوليا وغيرها من الوسائل، بدل اللّجوء إلى الصمت والعجز حتى عن تحرير بيانات تنديدية، فكأنّنا تعوّدنا على موتهم، بفعل تكرار الجرائم.