اليوم العالمي للعمل الخيري فرصة للإحساس بالفقير وهمومه والاستجابة لمطالبه
جمال بولحق
تحتفل الأمم المتحدة في الخامس من شهر شتنبر الجاري الذي يوازي هذا العام 2023م ليوم غذ الثلاثاء؛ من أجل إثارة الانتباه لأهمية العمل الخيري في الحياة البشرية التي تتسم بالتناقضات المجتمعية والفوارق الكبيرة بين أفراد المجتمع الذي يضمّ الأغنياء والفقراء على السواء، فئة تعيش في بحبوحة من العيش، والأخرى تجد صعوبة في مواجهة المتطلبات الرئيسية للحياة الكريمة.
واتفقت مختلف الآراء على أهمية القضاء على الفقر؛ باعتباره عائقاً كبيراً في تحقيق التنمية المستدامة ويصبح من العبث الحديث عن أيّة تنمية كيفما كانت مؤشراتها، في ظل وجود مجتمع يعاني من الفقر والعوز. والدولة لوحدها لا يمكنها لوحدها مواجهة هذه المعضلة إذا لم تكن مؤازرة بفئات أخرى من المحسنين والمتطوعين وفعاليات المجتمع المختلفة من ذوي النيات الحسنة ،في ظل وجود العديد من الاكراهات والمعيقات، وذلك من أجل مساعدة الفئات المعوزة التي تضطر للاعتماد على نفسها بوسائل غير مشروعة؛ لتلبية حاجياتها ومواجهة مشاكلها الاقتصادية المختلفة، إمّا عن طريق التسول وهي ظاهرة بارزة في المشهد الاجتماعي المغربي الذي نحيا فيه، أو عن طريق سبل أخرى غير أخلاقية أو اللجوء إلى الهجرة السرية على أمل تغيير الأوضاع الاجتماعية الكفيلة بمحاربة الفقر.
فالعمل الخيري، المٌحْتفل بيومه العالمي غداً الثلاثاء، إذا كان خالصا لوجه الله بطبيعة الحال، فإنه بإمكانه حلّ العديد من المشاكل المجتمعية في حقول متعددة، منها الرعاية الطبية والسكن وحماية الأطفال والشيوخ ودوي الاحتياجات الخاصة ودعم الخدمات التعليمية وتحسين الأوضاع المعيشية للمعوزين ونتائج ذلك ستؤدي حتما إلى استقرار المجتمع وستعزز روح التضامن والإخاء والمحبة. فكم من الأسر المغربية تعاني وتعاني في صمت وصمتها بطبيعة الحال، ليس صمت الرضا، ولكنه صمت المغلوبين على أمرهم، من جرّاء وطأة الفقر الجاثمة على أنفسهم، ويعجزون عن مواجهة الفقر وسيل تداعياته الخانقة وهُم في أمس الحاجة للمساعدة والإحسان.
وتعتبر مناسبة الدخول المدرسي المتزامنة مع يوم الاحتفال بهذا اليوم العالمي، فرصة مواتية في إظهار بوادر التعاطف مع الأسر المعوزة وتمكينهم من المستلزمات الدراسية والتبرع لهم بالمساعدات المالية والمعونات المختلفة خصوصا في هذه الظرفية الراهنة التي تتسم بارتفاع الأسعار في مختلف المواد الغذائية وغيرها. وفي ذلك فليتنافس المحسنون والمتطوعون وأصحاب الخير من وجوه الخير.