جثث فوق الطرقات تنهشها الكلاب وموتى بلا أكفان بغزة
هلا بريس جمال بوالحق
تداولت فضائيات مختلفة لمشاهد جابت مختلف بقاع الأرض، تظهر فيها صوراً لجثامين شهداء ملقاة فوق الطرقات وأخرى لم يتبق منها سوى هياكل عظمية. وذكرت ذات المصادر، على أنّه كلّما بادر الأحياء من أهالي غزّة لنقل هذه الجثامين، تعمل قوات الاحتلال على استهدافهم ممّا أخاف العديد من الأهالي ممّا ضاعف من أعداد جثث الشهداء الدين فارقواْ الحياة بعد أن طال أمد انتظار من يسعفهم لساعات وأيام وطوال بعد إصابتهم من طرف العدو الإسرائيلي.
فوواقع الحال يشير إلى أنّه بالنظر لحرب الإبادة الجماعية المتواصلة على أهالي غزة لشهور عديدة وسقوط الآلاف من الشهداء كان من تداعياتها عدم توفر ما يلزم لدفن الشهداء بعد أنْ قلّت الأكفان وتكاثر عدد الموتى من الشهداء، الذين وصل عددهم على وجه التقريب، إلى أزيد من 45 ألف شهيد، هذا من غير احتساب من هُم تحت الأنقاض ومن هُم فوقها أيضا، متناثرون فوق الفضاءات المختلفة عٌرضة لنعش الكلاب الضالة.
وتأتي هذه المشاهد، في ظل صمت مريب للمنتظم الدولي الذي يلتهي بمواضيع أخرى وكأن الأمر لا يعنيه، عالم منافق يعجز عن وضع حدّ لهمجية قوات الاحتلال بل ويوفر له الحماية والمساندة والدعم الكاملين ممّا شجعه باستمرار على التمادي في ممارسة ساديته، بحق الأبرياء من أهالي غزة تحت ذريعة محاربة حماس؛ لإخلاء الأرض من ساكنتها والعمل على فرض أمر واقع؛ للاستلاء على مزيد من الأراضي والزيادة من رقعة وجغرافية الأراضي الفلسطينية التي احتلها منذ أربعينيات القرن الماضي.
تأتي هذه المشاهد اأضا لتذكرنا من جديد، كعرب ومسلمين على أنّنا لا نساوي شيئا لدى دعاة الديمقراطية وحقوق الانسان، وبأنّنا مجرد صفر في حساباتهم، وبأنّ ما يقع لنا، ما كان ليقع، لو وحدنا كلمتنا بخصوص أساليب المواجهة مع العدو والوعي بأهمية التكتل؛ لأن الآخر لا يريد الحوار ولا يؤمن بلغة البيانات الختامية للمؤتمرات العربية، ويبحث باستمرار عن ثغرات الانقسام الحاصلة في صفوفنا، ولايمكن مواجهته ومواجهة مناصريه وداعميه إلاّ بنهج لغة مغايرة أكثر حزما ووضوحا خصوصاً وأنّه لا تنقصنا الإمكانيات و كان علينا توظيفها لخدمة شعوبنا؛ لأن ما يقع حاليا في ظل هذا التدهور الحاصل في ساحتنا العربية، لا ينذر إلاّ بالأسوأ