رأي

جحيم نتنياهو وبايدن يسائل الصمت العربي؟؟

هلا بريس  جمال بوالحق

ها هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستعرض عضلاته على دول الشرق الأوسط بعد استهدافه لزعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله وقتله يوم الجمعة الماضية ببيروت، مثلما استهدف آخرين من قادة الحزب، مثل إبراهيم عقيل ومحمد حسين سرور وقائد حماس الذي تمّت تصفيته داخل إيران وتصفية العديد من الأسماء الوازنة سواء في الحزب اللبناني أو الفلسطيني.

جاءت عملية اغتيال حسن نصر الله المفاجئة، في وقت كان العالم، ينتظر رداً إيرانياً على إسرائيل التي تفنّنت في القضاء على وكلاء طهران في المنطقة وسعي الولايات المتحدة للضغط على إيران للحيلولة دون اندلاع حرب مباشرة بين هذه الأخيرة وإسرائيل.

تأخرت الضربة الإيرانية المنتظرة، فسارع نتينياهو خطوات إلى الأمام، وبادر إلى قتل زعيم حزب الله بعد أنْ حدّد موقعه الدقيق، بالاعتماد على معلومات استخبارية صادرة من جواسيس وعملاء ينشطون فوق أرْض لبنان وهو وضع قد يزيد من تعميق الأزمة أكثر في المنطقة ويزيد من سوداويتها، ولن يقف الأمر عند حدّ تصفية نصرالله، بل سوف تتلُوه عمليات أخرى بكل تأكيد، بعد الخرجة الإعلامية الأخيرة لنتنياهو، حيث صرّح ووجه كلامه لحكام طهران بقوله« لا يوجد مكان في الشرق الأوسط لا تستطيع إسرائيل الوصول إليه» واتهم إيران بدفع الشرق الأوسط نحو الهاوية.

بنيامين نتنياهو، العاشق للدم والقتل والدمار وإبادة الأطفال والنساء في كل المنطقة، ما كان له أنْ يتطاول ويتمادى لولا المساندة الأمريكية ودعم بايدن له، في كلّ وقت وحين، ومدّه بمختلف أنواع الأسلحة والتكنولوجيات الحديثة فضلاً عن الدعم الأوروبي وأيضا الصمت العربي المريب وموقفه المتخاذل الذي جعل الفلسطينيين وحيدين في الميدان، يقاومون بالصدر العاري طوفان النار والحديد ولا أحد يتحرك،    تدمر بيوتهم ومدارسهم ومساجدهم ومستشفياتهم وطرقهم ولا أحد يتحرك، خصوصا الموقف العربي الذي يصوم عن الفعل ولا يفطر إلاّ على الكلام في المؤتمرات والجلسات بينما المنطقة تعيش جحيما صهيونيا وأمريكيا قلّ نظيره.

نتنياهو تقطر يداه بدماء الأبرياء وبايدن يجد له كافة التبريرات ومختلف الذرائع، من غير حتى الاعتراف بان الإسرائيليين مجرد محتلين ولاحق لهم في فلسطين وهذا ما تقوله أيضا العديد من الفصائل اليهودية، مثل “يهود حركة ناطوري كارتا” التي تناهض الصهيونية وتعتبر أن قيام دولة لليهود لا يكون بسلب شعب آخر أرضه وأيضا طائفة يهود الصوت اليهودي ومعها حركة “إن لم يكن الآن” وغيرها من الطوائف اليهودية التي تدافع عن حق الفلسطينيين في أرضهم وضد الصهيونيين.

فمربط الفرس يكمن فينا نحن اللذين، تركناهم يفعلون ما يحلو لهما، من غير حسيب و لا رقيب بينما أهل الدار من الحكام، أصْبح مبتغاهم الوحيد هو التزام الصمت؛ لاتقاء شر المعتدين، ففضلواْ الانزواء بدل أنْ يكونواْ معادلة صعبة في ساحة المواجهة وصنع القرار خصوصاً وأنّه لديهم الإمكانيات والموارد المختلفة ولكن للأسف الشديد، تنقصهم القدرة على الالتحام والتكتل والإرادة والعمل على خلق ضغط كفيل بإيجاد حلّ للقضية الفلسطينية والعمل على تحريك العالم ونبذ العنف وإيجاد سلام عادل وعلاقات طبيعية بين مختلف الأطراف في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى