جلالة الملك محمد السادس يدعو الشعب المغربي إلى عدم القيام بشعيرة عيد الأضحى
هلا بريس
دعا أمير المؤمنين، العاهل المغربي الملك محمد السادس، الشعب إلى عدم القيام بشعيرة عيد الأضحى وذلك بسبب الاكراهات المناخية والاقتصادية التي أدّت إلى تسجيل تراجع كبير في أعداد الماشية علاوة على أنّ القيام بها في هذه الظروف الصعبة سوف يلحق ضرراً محققا بفئات كبيرة من أبناء الشعب المغربي لاسيما ذوي الدخل المحدود، وفق مضمون الرسالة المولوية. وقد تكفل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، بتلاوة رسالة سامية في الموضوع في مساء يوم الأربعاء 26 فبراير الجاري عبر نشرة الأخبار الرئيسية للقناة التلفزية “الأولى”
وفيما يلي نص الرسالة الملكية السامية:
شعبي العزيز، لقد حرصنا، منذ أن تقلدنا الإمامة العظمى، مطوقين بالبيعة الوثقى، على توفير كل ما يلزم لشعبنا الوفي للقيام بشروط الدين، فرائضه وسننه، عباداته ومعاملاته، على مقتضى ما من الله به على الأمة المغربية من التشبث بالأركان، والالتزام بالمؤكد من السنن، والاحتفال بأيام الله، التي منها عيد الأضحى، الذي سيحل بعد أقل من أربعة أشهر.
إن الاحتفال بهذا العيد ليس مجرد مناسبة عابرة، بل يحمل دلالات دينية قوية، تجسد عمق ارتباط رعايانا الأوفياء بمظاهر ديننا الحنيف وحرصهم على التقرب إلى الله عز وجل وعلى تقوية الروابط الاجتماعية والعائلية، من خلال هذه المناسبة الجليلة. وإنّ حرصنا على تمكينكم من الوفاء بهذه الشعيرة الدينية في أحسن الظروف، يواكب واجب استحضارنا لما يواجه بلادنا من تحديات مناخية واقتصادية، أدّت إلى تسجيل تراجع كبير في أعداد الماشية.
ولهذه الغاية، وأخذاً بعين الاعتبار أنّ عيد الأضحى هو سنة مؤكدة مع الاستطاعة، فإنّ القيام بها في هذه الظروف الصعبة سيلحق ضرراً محققا بفئات كبيرة من أبناء شعبنا، لاسيما ذوي الدخل المحدود. ومن منطلق الأمانة المنوطة بنا، كأمير للمؤمنين والساهر الأمين على إقامة شعائر الدين وفق ما تتطلبه الضرورة والمصلحة الشرعية، وما يقتضيه واجبنا في رفع الحرج والضرر وإقامة التيسير، والتزاما بما ورد في قوله تعالى: «وما جعل عليكم في الدين من حرج»، فإنّنا نهيب بشعبنا العزيز إلى عدم القيام بشعيرة أضحية العيد لهذه السنة وسنقوم إن شاء الله تعالى بذبح الأضحية نيابة عن شعبنا وسيرا على سنة جدنا المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، عندما ذبح كبشين وقال: «هذا لنفسي وهذا عن أمتي».
شعبي العزيز،
نهيب بك أن تحيي عيد الأضحى إن شاء الله وفق طقوسه المعتادة ومعانيه الروحانية النبيلة وما يرتبط به من صلاة العيد في المصليات والمساجد وإنفاق الصدقات وصلة الرحم، وكذا كل مظاهر التبريك والشكر لله على نعمه مع طلب الأجر والثواب. «قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني». صدق الله العظيم. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.