شبح دونالد ترامب يرخي بظلاله على مخرجات قمة الناتو
الأوروبيون يخافون منه وتزعجهم مزاجيته ولا يستبعدون عودته من جديد إلى البيت الأبيض، لذلك بادروا إلى تأمين دفاع مشترك وتوفير دعم عسكري بقيمة 40 (مليار يورو) في السنة للأوكرانيين وتوفير وسائل دفاع جوي جديدة لهم؛ لتحصين الحلف من أيّة متغيرات سياسية في المستقبل والرئيس (بايدن) يأمل في تكرار سيناريو الانتخابات الفرنسية
هلا بريس
انعقدت قمة الحلف الأطلسي الناتو في واشنطن لإحياء الذكرى 75 لتأسيسه وجاءت في سياق وضع سياسي دولي غير مستقر والذي من شأنه تهديد السلم العالمي؛ بسبب العديد من الأحداث والحروب من بينها الحرب الروسية الأوكرانية وحرب الإبادة الجماعية في حق الفلسطينيين والحرب السودانية السودانية وغيرها.
وأكبر همّ يشغل بال الأوروبيين بهذه المنظمة، ليس هو الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) بل هو الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي يسابق الزمن؛ للعودة من جديد للبيت الأبيض عبر بوابة الانتخابات الرئاسية المقبلة المزمع إقامتها في نونبر المقبل من السنة الجارية وكلّ المؤشرات لا تستبعد عودته إلى سدّة الحكم بواشنطن وهو سيناريو يخيف الأوروبيين؛ لذلك سارعواْ إلى تأمين دفاع مشترك وتوفير دعم عسكري بقيمة 40 (مليار يورو) في السنة وتوفير وسائل دفاع جوي جديدة لأوكرانيا مع التنصيص على ذلك؛ لتحصين الحلف من أيّة متغيرات سياسية في المستقبل؛ لأنهم يعرفون موقف دونالد ترامب من (الناتو) الذي سبق أن وصفه بأنّه منظمة عفا عنها الزمن وهدّد الدول الأوروبية بالانسحاب منه وفسح المجال (لبوتين ) يفعل فيهم ما يشاء؛ بسبب تقاعس بعض الدول في توفير الدعم للحلف والاعتماد في سبيل ذلك على الولايات المتحدة.
فكلّ ما يشغل بال الأوروبيين حاليا، هو تحصين الحلف ممّا يمكن أنْ يقع للناتو في حالة ما قرّر الناخبون الأمريكيون إعادة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ولا ينظر الأمريكيون الديمقراطيون بعين الرضا لترشح (جو بايدن) لولاية رئاسية ثانية، خصوصا بعد أن شاهدوه خلال المناظرة التلفزيونية الأخيرة مع خصمه السياسي (ترامب) فاقداً تركيزه وبطيئا في التفاعل ومضطربا في التعبير، وهو وضع سيمنعه من التفاعل الإيجابي مع مهمته وسوف يحُول دون تحمله أربعة سنوات أخرى، ممّا دعا أنصاره إلى مطالبته بالتنحي من السباق الرئاسي والعمل على إيجاد بديل له، باستطاعته مواجهة (ترامب) والانتصار عليه. لكن الرئيس الأمريكي (جون بايدن) يصر على الترشح ومواجهة دونالد ترامب ويؤكد على أنّه هو من سيفوز عليه ووصفه بالمتطرف ويعتبر أن سيناريو الانتخابات الفرنسية سوف يتكرر في الولايات المتحدة الأمريكية