متابعات

على هامش الحرب الإسرائيلية الإيرانية

محسن رضائي: إيران تتصرف حالياً بضبط النفس ولم تستخدم كامل قدراتها وترامب هو من ساند (نتنياهو) بإصداره الإذن بالهجوم في الجولة السادسة من المفاوضات، فعندما كنّا مستعدين لعرض خطتنا، ظنّوا أنّنا سنوقف التخصيب، ودون دراسة الخطة، شجّعواْ إسرائيل على الهجوم؛ لأنّه برأيهم، أصبحت إيران ضعيفة وستستسلم بضربة واحدة، سواء تفاوضنا أم لا، كانواْ مصمّمين على الهجوم.

 

هلا بريس

 أكد أحد المسؤولين الإيرانيين في مصلحة تعرف باسم مصلحة تشخيص النظام، (محسن رضائي) في مقابلةٍ مع التلفزيون الايراني، أمس الأحد 15 يونيو 2025م أنّ هذه الحربَ خطيرةٌ وأنّ أمامنا حربًا صعبةً قد تستمرُّ لأسابيع، مبرزاً على أنّ انتهاءَ هذه الحربِ وانتصارَنا على إسرائيل سيُغيِّرانِ الجغرافيا السياسيةَ للمنطقة، بحسب وكالة إيرنا الإيرانية.

وتوقع (رضائي) أنه بانتصارِ إيران على الكيانِ الصهيوني، سيتشكلُ جيشٌ إسلاميٌّ يتألفُ من أربعِ دولٍ، هي إيران والسعودية ومصر وتركيا، وستقعُ الأراضيُ المحتلةُ في أيدي الفلسطينيين دونَ حرب.

وأضاف رضائي: إنَّ نتيجةَ هذا التغييرِ هي أن يصبحَ العالمُ المستقبليُّ عالمًا متعددَ الأقطاب؛ الصين وروسيا وأوروبا وأمريكا وقطبًا إسلاميًا بحضورِ الجمهوريةِ الإسلاميةِ ودولٍ إسلاميةٍ أخرى.

وأكد عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام: «كما أن حرب الدفاع المقدس التي استمرت 8 سنوات أوصلت إيران إلى مثل هذه القدرات في المجالات الدفاعية والنووية والعلمية، فإنّ نهاية هذه الحرب ستجلب لنا الكثير من الانتصارات والانفراجات، لدرجة أن حتى أميركا ستتوسل للاستثمار في البلاد».

وقال رضائي، قائد الحرس الثوري خلال فترة الدفاع المقدس (1980-1988)، في الاشارة إلى المسار التاريخي للمواجهة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكيان الصهيوني: «منذ بداية الثورة، خضنا صراعًا سياسيًا مع كيان الاحتلال الصهيوني ولم نر قط فائدة في خوض حرب عسكرية بمفردنا، إلاّ إذا تكاتفت جميع الدول الإسلامية للقضاء على هذه الجرثومة المفسدة؛ لذلك اخترنا استراتيجية دعم الشعب الفلسطيني.

في حادثة لبنان، أرسلنا لواءً فقط للدفاع عن ذلك البلد. وعندما طلبت منا الحكومة السورية المساعدة لمواجهة داعش، فعلنا الشيء نفسه؛ بينما كنّا على بُعد خمسين إلى ستين كيلومترًا من حيفا، وكان بإمكاننا تدميرها وتل أبيب بالكامل، لكننا كنا نعتقد أن إيران لا ينبغي أن تدخل الحرب بمفردها».

وفي إشارة إلى التغيير في نهج الكيان الصهيوني، أضاف: «شنّت إسرائيل حربًا علينا؛ أولًا بمهاجمة القنصلية الإيرانية (في دمشق) واستشهاد أخينا العزيز، الشهيد زاهدي، ثم استشهاد الأخ هنية في طهران وسلسلة هجمات أخرى. أجّلنا عملية “الوعد الصادق 3” وأبدينا ضبط النفس، لكن خلال العام الماضي، بدأت الكيان صراعًا شاملًا، ونحن الآن في ساحة معركة شاملة».

وفيما يتعلق بدور الولايات المتحدة، أوضح قائلًا: «ساندت الحكومة الأمريكية نتنياهو بإصدارها الإذن بالهجوم وقد منح ترامب هذا الإذن علنًا في الجولة السادسة من المفاوضات وعندما كنا مستعدين لعرض خطتنا، ظنّوا أننا سنوقف التخصيب، ودون دراسة الخطة، شجّعواْ إسرائيل على الهجوم؛ لأنّه برأيهم، أصبحت إيران ضعيفة وستستسلم بضربة واحدة، سواء تفاوضنا أم لا، كانواْ مصممين على الهجوم».

وأشار رضائي في حديثه إلى النهج الحالي للجمهورية الإسلامية الإيرانية، قائلاً: «نتصرف حاليًا بضبط النفس ولم نستخدم كل قدراتنا؛ لأننا يجب أن نحافظ على الرأي العام العالمي وشعبنا معنا. لكن هذا لا يعني الضعف؛ لدينا أدوات وأسلحة حديثة تظهر على الساحة يومًا بعد يوم، ورؤوس حربية أكبر، حتى الآن، لم نُظهر سوى جزء من هذه القدرة».

وتابع محذرًا: «إذا استمر اتجاه الدعم الأمريكي والأوروبي للكيان الصهيوني، قد نصل إلى نقطة، أننا سنُجبر على دخول مراحل أخرى من الصراع، إذا ظهرت طائرات بريطانية أو فرنسية أو أمريكية في سمائنا، وواجهت صواريخنا، فستتخذ الحرب بالتأكيد أبعادًا أخرى. لطالما حرصنا على ألا نكون البادئين، لكننا سنكون الخاتمين للحرب» وأضاف: « لقد أدرنا الحرب بحكمة وعقلانية، نتقدم خطوة بخطوة، بمنطقية، ووفق خطة دقيقة».

وبينما شدّد على خطأ حسابات الكيان الصهيوني في تقييم القوة الوطنية الإيرانية، أشار إلى أن العدو يعتقد أنه بتوجيه ضربات عسكرية محدودة، يمكنه تعطيل هيكل القيادة في القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية وإضعاف الإرادة السياسية للشعب.

المصدر: وكالة إيرنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى