رأي

على هامش اليوم العالمي للصحة النفسية و العقلية

المرض النفسي ليس (وصمة عار) هو مرض عادي مثله مثل بقية الأمراض التي تحتاج إلى التشخيص والأدوية والعلاج

جمال بولحق

يحتفل العالم سنويا، في العاشر من شهر أكتوبر، باليوم العالمي للصحة النفسية والعقلية، وبالنظر لأهمية هذا الحدث الذي لا يكفيه يوم واحد، يُخصّص لهٌ أسبوع للاحتفال، تتخلله الندوات والورشات الصحية التوعوية، يقدمها أصحاب المجال من المتخصصين في مجال الصحة النفسية والعقلية؛ للتحسيس والتوعية بأهمية الصحة النفسية والعقلية في ممارسة الحياة الإنسانية بشكل عادي.

ويمكن تعريف المرض النفسي، بأنه اضطرابات تمسّ الصحة العقلية وهي اضطرابات تؤثر على المزاج  العام للإنسان والتفكير والسلوك، وتتولد عنها أمراض نفسية مثل الاكتئاب والقلق الحاد والفصام ومعاداة المجتمع والانزواء والانطواء والابتعاد عن الأصدقاء وهي أعراض قد تؤدي إلى الإدمان على مختلف أنواع التخدير. إنّه بهذا التعريف المتداول يتبادر إلى ذهننا أسماء العديد من الأشخاص في مجتمعنا، يتصف سلوكهم بهذه السمات ورغم ذلك لا يتمّ التعامل معهم بالجدية اللازمة و لا يتم الاعتراف بها كمرض عادي مثله مثل بقية الأمراض الأخرى ممّا تؤدي بصاحبها إلى منزلقات غير محمودة العواقب و قد تحوله من ضحية إلى جانٍ، في حالة إيذائه للآخرين ممّن يعيشون حوله.

فليس الجميع من المصابين  بهذا المرض، يعرضون أنفسهم على العيادات النفسية، إمّا بسبب قلة الوعي أو الفقر ،أو بسبب الثقافة السائدة التي تعتبر المرض النفسي (بالعيب) و (العار) الذي يلحق صاحبه ممّا يشعر المريض بالقلق وعدم الراحة ويؤدي به إلى عدم عرض نفسه على مختص حتى لا يعرف أحد بمرضه. وهنا تمكن أهمية الزيادة في الوعي، بأهمية العلاج من أعراض المرض النفسي والتعامل معه على أنه مرض عادي مثله متل بقية الأمراض الأخرى التي تحتاج إلى الأدوية والعلاج خصوصا وأنّ هذا المرض أصبح منتشراً بشكل كبير، ويصيب الأغنياء والفقراء والمتعلمين والأميين وغيرهم وكلّ من يختار طريقاً آخر غير العلاج الطبي النفسي، يـتحول فاقداً للأهلية مشرداً في الأزقة والشوارع.

وقد رفع المنتظم الدولي هذا العام شعار ” العناية بصحتنا النفسية جميعا” على هامش احتفاله بهذا اليوم لهذه السنة الجارية 2023م وألح على أهمية الاهتمام بالصحة النفسية مهما كانت الظروف وتعزيز دور الأسرة في الرعاية المنزلية للمرضى وتوفير الأدوية اللازمة ومساعدة كل شخص يعاني من حالة نفسية متدهورة، أو طارئة وتقديم الإسعافات الأولية والحرص على الاهتمام بكرامته ؛لأنّ الصحة النفسية الخالية من الاضطرابات هي أساس تقدم المجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى