على هامش ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال
تعتبر محطّة تاريخية بارزة لتذكير الأجيال الصاعدة بحجم معاناة الأجيال السالفة من رجالات الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، في سبيل أن ينال المغرب استقلاله والمندوبية السامية أصدرتْ بلاغاً عبّرت في مجمله عن افتخارها واعتزازها بهذه الملحمة التاريخية الغنية بالدروس والعبر وجدّدت فيه موقفها الثابت من قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية.
يحتفل المغاربة في هذا اليوم (السبت) 11 يناير2025م بذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال عن الحماية الأجنبية المزدوجة ما بين فرنسا وإسبانيا فضلاً عن الوضعية الخاصة لطنجة، وهي مناسبة دأب المغرب على الاحتفال بها وتخليد ذكراها منذ 1944م. وتعتبر هذه المناسبة الوطنية محطّة رئيسية في وضع الأحرف الأولى ضمن أبجدية الوعي بالذات المغربية والإيمان بالحرية والانعتاق من مخالب القوى الاستعمارية الهادفة لاستغلال خيرات البلاد في تحقيق مصالح شعوب بلادها على حساب الشعوب الإفريقية المستضعفة.
وتعتبر أيضا مناسبة لتسليط الضوء على هذا الحدث التاريخي الراسخ في ذاكرة كلّ المغاربة، الذين دأبواْ على الاحتفال به كل عام اعترافاً وامتناناً برجالات الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير؛ لتذكير الناشئة من أطفال وتلاميذ وطلبة أيضا وغيرهم من الطاقات الفاعلة في المجتمع بحجم معاناة الأجيال السالفة من مختلف طبقات المجتمع، في سبيل أن ينال المغرب استقلاله، حيث تكبّدواْ مشاقاً ومحناً متواصلة وصمدواْ في وجهها على امتداد سنوات عديدة، إلى أن نال المغرب استقلاله، بعد أن ضحّى بالغالي والنفيس وأسيلَتْ في سبيل ذلك دماء كثيرة، وهي مناسبة تفرض علينا استغلالها في كل وقت وحين؛ لغرس روح المواطنة وحب الوطن في أفئدة الأجيال الصاعدة وغيرها والحرص على التأكيد على مدى التحام الشعب المغربي ومواجهة مختلف السياسات الاستعمارية التي كانت تتسم بالتجزيء والدعوة الى التقسيم لإضعاف الوحدة الوطنية الملتفة حول السلطان المغفور له محمد الخامس. وذلك من خلال مناهضة ما سمي بالظهير الاستعماري التمييزي في 16 ماي 1930م وتقديم المطالب الإصلاحيـة في 1934 و1936، وبعد ذلك إنهاءها بتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944م.
وارتباطا بذات سياق المناسبة الوطنية، أصدرت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، بلاغاً أكدت في مجمله عن افتخارها واعتزازها بهذه الملحمة التاريخية الغنية بالدروس والعبر؛ لتجدد موقفها الثابت من قضية الوحدة الترابية ومغربية الأقاليم الصحراوية المسترجعة، وتؤكد وقوفها ضد مناورات خصوم الوحدة الترابية ومخططات المتربصين بسيادة المغرب على كامل ترابه، وتعبئتها المستمرة وتجندها الموصول، على غرار سائر فئات وشرائح المجتمع والقوى الحية والشعب المغربي قاطبة، وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، من أجل الترافع عن قضيتنا الوطنية الأولى، قضية الوحدة الترابية، والتي دعا جلالته إلى الانتقال بها ، من مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير.
وثمنت المندوبية عاليا الانتصارات الدبلوماسية المتتالية التي حققها المغرب في الآونة الأخيرة، تحت القيادة الحكيمة والمتبصرة لجلالته، الذي يقود باقتدار وبعد نظر مسلسل تسوية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، حيث توج هذا المسار باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية واسبانيا، ومؤخرا باعتراف كل من فرنسا وفنلندا الاسكندنافية ودولة الدومينيكان وغيرها من الدول بسيادة المغرب على كل ربوع الأقاليم الجنوبية المسترجعة.
وأبرزت المندوبية في بلاغها، دور الانتصارات الدبلوماسية في فتح العديد من الدول قنصليات وتمثيليات لها بمدينتي العيون والداخلة بالصحراء المغربية، والتي وصل عددها إلى 29 قنصلية وتمثيلية، منها 17 بمدينة الداخلة، كان آخرها فتح قنصلية عامة لدولة تشاد تزامنا مع تخليد الذكرى 45 لاسترجاع إقليم وادي الذهب، يوم 14 غشت 2024م وفق مضمون البلاغ.