عمّموا تجربة جماعة فم الحصن في اقتناء المقررات المدرسية لأبناء الأسر الفقيرة
جمال بولحق
أثار البلاغ الذي أصدره رئيس جماعة فم الحصن بإقليم طاطا بخصوص تكفل جماعته باقتناء الكتب المدرسية لكافة التلاميذ والمستويات؛ بهدف تشجيع التلاميذ على التحصيل الدراسي وتخفيف عبء المصاريف عن كاهل الأسر ولمساهمة المجلس الجماعي في التحضير الجيّد للدخول المدرسي المقبل الذي يرفع هذه السنة شعار ” مدرسة ذات جودة للجميع”، أثارت هذه الالتفاتة، الكثير من الارتياح في صفوف أولياء التلاميذ في تلك المنطقة من المغرب ونأمل في أن تحْدو باقي الجماعات الترابية بالمغرب، حدو جماعة فم الحصن وتبادر بدورها إلى مساعدة الأسر الفقيرة (المحدودة والمنعدمة الدخل) على توفير كافة المستلزمات الدراسية وهي مستلزمات ليس من السهل توفيرها في الوقت الراهن المتسم بغلاء المعيشة ومختلف المواد الغذائية و غلاء (الكازوال) الذي لا يستقر ثمنه على حال وينعكس غلاؤه على مختلف الحاجيات الأساسية الضرورية للحياة الانسانية، وإلى جانب الجماعات، سيكون لائقا تدخل المحسنين أيضا للمساعدة والمساهمة في تخفيف الحمل عن الأسر، التي أصبح العديد منها حاليا، يجد صعوبة بالغة في توفير اللقمة لأبنائها، فبالأحرى توفير الأدوات والكتب والدفاتر والمقررات التي تكلف الشيء الكثير.
فمن أجل تحقيق مفهوم الشعار الذي ترفعه الوزارة هذه السنة من (أجل مدرسة ذات جودة للجميع ) لابدّ من انخراط الجميع في العملية، دولة وجماعات وجمعيات وطاقات فاعلة في المجتمع ومحسنون ومهتمون وغيرهم، الجميع مدعوٌّ للمساهمة في إنجاح منظومة تربية وتكوين التلميذ المغربي والتي تمرّ أساسا عبر توفير المقررات الدراسية وانفتاح المؤسسة التعليمية على محيطها لمعرفة الواقع الاجتماعي للمتعلمين والحيلولة دون انقطاعهم عن الدراسة خصوصا وأنّ المشاكل الاجتماعية والاقتصادية منها على وجه الخصوص، تحول في كثير من الأحيان، دون مواصلة العديد من التلاميذ لمسار تحصيلهم العلمي والمعرفي هذا فضلا عن الإدمان بمختلف أنواعه (البوفا نموذجا) الذي يساهم في عرقلة السير العادي للمنظومة التعليمية؛ بسبب إقبال بعض التلاميذ على التعاطي لهذه الآفة وهو أمرٌ يستوجب تدخل العديد من الشركاء؛ من أجل التوعية والتحسيس بمخاطر استهلاك المخدرات في صفوف تلاميذ المؤسسات التعليمية خاصة المدمنين منهم الذين وقعوا في مستنقع الإدمان بعد استقطابهم من لدن تجار السموم الذين يبيعون لهم في لحظة طيش غير محسوبة العواقب مختلف أنواع التخذير، يتحول مع توالي الأيام والشهور والسنين، إلى كابوس مرعب، يخرب طاقاتهم ويرميهم في عالم الانحراف والسجون والجريمة .