عندما وصف إدريس البصري ضحايا انتفاضة الدارالبيضاء بشهداء كوميرا !!!
هلا بريس
تحلّ في هذا اليوم (الجمعة) 20 يونيو 2025م الذكرى 44 لانتفاضة شهداء الدارالبيضاء في سنة 1981م بعد الإضراب العام الذي دعا إليه المكتب التنفيذي للكنفدرالية المغربية للشغل والتي أشارت إليها مجلة المستقبل العربي الصادر عن مركز الدراسات العربية سنة 2009م بالصفحة 68 بما يلي «ثم كانت انتفاضة الخبز في الدارالبيضاء عام 1981م بعد دعوة الديمقراطية للشغل إلى إضراب عام، عمّ أغلب أحياء المدينة، وتمّ إحصاء ما لا يقل عن 600 قتيل، وحصلت عدّة اعتقالات استُتبِعت بمحاكمات»
والسبب هو فرض حكومة المعطي بوعبيد في تلك الفترة لزيادات مرتفعة في عدد من المواد الأساسية والتي جاءت لتوها بعد فرض زيادات سابقة في نفس المواد الاستهلاكية، في ظلّ وجود أزمة اقتصادية خانقة، يمرّ منها الاقتصاد الوطني.
ولم تشأ الحكومة في تلك الفترة، بأن تتراجع عن قرار الزيادة وبادرت إلى اعتقال الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل (نوبير الأموي) إلى جانب المناضلين النقابيين ممّا زاد من انفجار الوضع وحدوث غليان في الشارع البيضاوي، فواجهت قوات الأمن المستجبين للإضراب باستعمال العنف، ما أدّى إلى اندلاع مظاهرات عارمة في مختلف مناطق المدينة، فتمّت الاستعانة بالحيش؛ للنزول لمواجهة الاحتجاجات باستعمال الرصاص الحي والقبض على المتظاهرين ممّا أدّى إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى، أطلق عليهم إدريس البصري اسم شهداء (الكوميرا) على سبيل السخرية والاستهزاء.
وتكمنت قوات الأمن قي ذلك اليوم، وفي اليوم الذي تلاه من تطويق كافة أحياء الدارالبيضاء وإخماد فورة الغضب الجاثمة في نفوس البيضاويين.
وتفاوتت التصريحات حول عدد قتلى هذه الأحداث فهناك من يقول 114 قتيل، وفق تقرير هيئة الانصاف والمصالحة ومن يقول 600 قتيل، وفق تقدير المعارضة الحكومية، وهناك من يقول أزيد من ألف قتيل، سواء كانوا قلّة أو كثرة، فقد بقي مكان تواجدهم مجهولاً إلى غاية السنوات الأولى من بداية الألفية الثالثة بعد تأسيس جمعية 20 يونيو 1981م التي ضمّت في عضويتها عائلات ضحايا ومعتقلي هذه الأحداث وتمّ الكشف عن المقابر السرية ونقل الرفات إلى هذه المقبرة سنة 2016م
وحمّلت الحكومة بعد هذه الأحداث المسؤولية فيما وقع لأحزاب المعارضة، ووجود عناصر متآمرة من الخارج؛ للتشويش على المغرب وقضيته الوطنية في مؤتمر نيروبي في تلك الفترة من الزمن المغربي.