في اليوم العالمي للسلام/ ما أحوجنا للسلام لتحقيق أهداف التنمية المستدامة
تحقيق التنمية المستدامة رهين بدعم النساء ومحاربة ظواهر شاذة مثل التسول والإدمان
جمال بولحق
يحتفل العالم في الواحد والعشرين من شهر شتنبر باليوم الدولي للسلام وقد تمّ الاعتداد به في عام 1981م من قبل الأمم المتحدة؛ بهدف التحسيس والتوعية بأهمية السلام كمفهوم له دلالته ومعانيه خصوصا في المناطق التي عرفت وتعرف عنفا داميا اتخذ عدّة مسميات ومبررات لدوافعه مثل الإرهاب والنزاعات العرقية والدينية والطائفية وغيرها من المسميات والأوصاف التي تتخذ كذرائع لنشوب الحروب مثلما حصل ويحصل بدول إفريقية عديدة النيجر والغابون ومالي والسودان على سبيل المثال لا الحصر.
هذا على صعيد الدول، أمّا فيما يخصُّ المجتمع أفراداً وجماعات فما أحوجنا إلى السلام، وتعزيز لغة الحوار، ودعم سيادة القانون ودولة المؤسسات، واحترام حقوق الانسان، وضمان حرية التعبير؛ لأنّه لا يمكن تحقيق التنمية المستدامة، من غير تحقيق السلام والعمل على أجرأته على أرض الواقع، كسلوك متعايش في المدارس والجامعات ومختلف المرافق العمومية وغيرها.
واختارت الأمم المتحدة في سياق احتفالها بهذا اليوم لهذه السنة 2023م شعار ” العمل من أجل السلام” كطموح لتحقيق الأهداف العالمية ويقر بالمسؤولية لدى الأفراد والجماعات في تعزيز السلام وتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تحتاج منا إلى بدل قصارى الجهود؛ ليظهر أثرها على الأفراد والمجتمع ككل، في ظل وجود ظواهر شاذة، معيقة للتطور والتنمية، ومسيئة لصورة المغرب، نستهلها بظاهرة التسول واستغلال الأطفال في أثونها وهي ظاهرة تشكل مصدر رزق حقيقي للعديد من المواطنين، لا يجدون حرجا في مدّ أيديهم استجداءً لحسنة أو صدقة، بالرغم من أنّ بعضهم ليسوا في حاجة إليها ويدعون المرض والعاهة؛ لكسب تعاطف الناس، وتعودوا على ذلك وأدمنوا عليه، وهو وضع يُسائل الحكومة التي فشلت كل شعاراتها، في إيجاد حل لفئة عريضة من المواطنين، أغلبيتهم يضطرون تجاوزاً إلى التسول؛ لتلبية حاجياتهم المعيشية وهي صورة خادشة وتستدعي محاربتها بكل السبل والمقاربات.
وإلى جانب ظاهرة التسول، تبرز ظاهرة الادمان المهددة لاستقرار المجتمع والحائلة دون تحقيق سلامه وأمانه وهي آفة تعيق تحقيق أهداف التنمية المستدامة وهو وضع يستدعي محاربتها ومعالجة المدمنين وفرض رقابة صارمة على ترويجها وتهريبها ومراقبة مختلف الفضاءات التي يتعاطى فيها الشباب؛ لأنّ تحقيق التنمية في مختلف أبعادها الاقتصادية منها والاجتماعية والبيئية، رهين بمحاربة هذه الآفة خصوصا وأنّ الشباب هو المعول عليه لقيادة سفينة التنمية نحو مرفأ الأمان التنموي .
و يعتبر دعم النساء والأرامل والمطلقات من بين أهم الخطوات والركائز؛ لدعم نجاح مسلسل التنمية في بلادنا خصوصا في ظل وجود نساء معيلات لأطفال ولا معيل لهن يساعدهن على الاستجابة لمتطلبات الحياة اليومية وقد عجزت الدولة عن تفعيل مبادرة كانت قد اطلقتها بهذا الخصوص من خلال بوابة صندوق التماسك الاجتماعي خصّصته لدعم المغربيات غير القادرات على مواجهة تدابير الحياة بمفردهن ممّا يرغمهن على تدبير أمورهن بطرقهن الخاصة واتخاذ خطوات قد تكون في أغلبيتها غير محسوبة.