جمال بولحق
يُخصّص العالم يوم 12 غشت من كل سنة للاحتفال باليوم العالمي للشباب؛ باعتبارهم الفئة القادرة على بناء مسيرة التقدم والمشاركة الفاعلة في التنمية، بمختلف أشكالها وأنواعها وقد تم التنصيص هذا العام، على هامش الاحتفال بهذه المناسبة، على أهمية البُعد البيئي ودعا إلى أهمية تنمية مهارات الشباب المناسبة للاقتصاد الأخضر لتحقيق عالم مستدام بيئيا وصديقا للمناخ؛ بالنظر لأهميته في الاستجابة لأزمة المناخ العالمية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة .
ويزخر المغرب بالعديد من المؤهلات الطبيعية التي تجعله سباقا إلى خلق العديد من المشاريع الصديقة للبيئة، لكنه يحتاج إلى بدل قصارى الجهود لحث المجتمع على جعل الاقتصاد الأخضر رافعة لتطوير المقاولات وخلق مشاريع بيئية مدرة للدخل في مجالات عدّة، من بينها الطاقات المتجددة وتدبير النفايات وغيرها وقد سبق للعديد من المشاريع المتبناة سنة 2020م في إطار الاقتصاد الأخضر، أن فازت بجائزة (إيكوستارت) من بينها مشاريع إعادة تدوير النفايات ومخلفات البناء لصناعة طوب إيكولوجي عازل بكلفة مخفضة واستغلال أمواج البحر في إنتاج الطاقة وزراعة مائية لإنتاج علف الماشية في المناطق اليابسة وإعادة تدوير بقايا الأثواب لصناعة (إكسسوارات) ولوازم الموضة وإنتاج (شامبوهات) يابسة اعتمادا على الموارد المحلية و صناعة محفظات، وأدوات مدرسية من خلال القماش المستعمل في الصناعة الاعلانية، وإنتاج الجلد النباتي من خلال تثمين مجاديف النبات الشوكي وغيرها من المشاريع المستمدة موادها من البيئة ومواردها المختلفة التي تعتبر رأسمال وطني حقيقي يجب الحفاظ عليه.
ويقتضي تعميم هذا البعد الأخضر في تبني مشاريع تندرج ضمن الاقتصاد الأخضر وأجرأة الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة وإعطاء الأولوية لمجال إعادة التدوير وتوعية الشباب والفاعلين في المجتمع والمنتخبين بأهمية الاقتصاد الأخضر، وجعله جزءا من عملية تدبير الشأن السياسي الوطني، وإدراجه باستمرار في جدول أعمال النقاشات المختلفة وتشجيع المهتمين والفاعلين على خلق مشاريع بيئية مساهمة في تحقيق التنمية، من غير المساس بالبيئة ومقوماتها.