كلمة بمناسبة اليوم العالمي لنقاوة الهواء من أجل سماء زرقاء 2023م
جمال بولحق
يحتفل العالم غداً الخميس باليوم العالمي لنقاوة الهواء الذي حدّدت له الأمم المتحدة يوم 7 شتنبر من كل سنة، كموعد للاحتفال به بالنظر لأهمية الهواء النظيف في حماية صحة الانسان و مختلف المكونات البيئية من مياه وتربة وغيرها.
ويفرض علينا جميعا التذكير بأهمية جودة الهواء والحرص على المحافظة عليه وذلك بتجنب مختلف السلوكيات المسببة للانبعاثات الضارة والرفع من مستوى الوعي العام والتبليغ عن العمليات المؤدية الضارة بصحة الانسان والتي تحدث في غالب الأحيان في فضاءات مجاورة للسكان .
وحذرت العديد من المصادر الطبية والصحية من خطورة تلوت الهواء؛ بسبب تداعياته الخطيرة على صحة الانسان حيث تمّ تسجيل العديد من الوفيات بسبب تلوت الهواء والبيئة المحيطة و لقي العديد من الاشخاص حتفهم، ما يُقدر بستة ملايين ونصف مليون حالة وفاة مبكرة في جميع أنحاء العالم؛ بسبب تلوث الهواء.
وسبق للأمين العام للأمم المتحدة، (أنطونيو غوتيريش)، في رسالة خصّ بها المنتظم الدولي على هامش الاحتفال بهذا اليوم، أشار فيها على أنّ تلوث الهواء يعكس مثله مثل العديد من العلل المجتمعية، أوجه عدم المساواة العالمية، ويجبر الفقر الناس على العيش بالقرب من أماكن مصادر التلوث، مثل المصانع والطرق السريعة، وأماكن حرق الوقود الصلب أو الكيروسين المستخدم في الطبخ والتدفئة والإضاءة، ويقود التلوث الذي يضر بالصحة أيضاً إلى تفاقم أزمة المناخ. ودعا جميع البلدان إلى بذل المزيد من الجهد لتحسين نوعية الهواء، والاستثمار في الطاقة المتجددة بدلاً من الوقود الأحفوري، والتخلص التدريجي من استخدام الفحم، والانتقال إلى استخدام مركبات خالية من الانبعاثات.
ولا يقتصر الضرر على الانسان فقط، بل يضر بالبيئة أيضا من نباتات ومياه جوفية وغيرها ممّا يقتضي الاستثمار في السيطرة على تلوت الهواء وضمان نوعية هواء نقي وصحي لتحقيق التنمية المستدامة التي لن يستقيم أمرها من غير توفير بيئة صحية مساعدة على العيش الكريم.
وأشير على أن الاحتفال بهذا اليوم، جاء هذا العام يحمل شعار “سماء زرقاء صافية” وذلك بالنظر لأهمية وجود سماء صافية نقية، تساعد على العيش والحياة وألفت الانتباه على هامش الاحتفال بذات اليوم، لأهمية العمل معاً؛ لأنّنا كلّنا متضررون رغم بعد المسافة؛ لأن طبيعة الهواء هي طبيعة متنقلة عابرة، ويقتضي الأمر معها تفعيل حملات بيئية مختلفة، يساهم في تنزيلها المجتمع المدني وغير المدني، من الطاقات الفاعلة في المجتمع، وخلق الوعي بأهمية الأغراس والأشجار؛ بالنظر لدورها في امتصاص الغازات المختلفة المضرة بصحة البلاد والعباد.