مجلس الأمن.. يجتمعون من أجل أطفال أوكرانيا ويتجاهلون أطفال غزة
هلا بريس
يجتمع مجلس الأمن في هذه الأثناء، من يوم الثلاثاء 09 يوليوز الجاري مجلس الأمن؛ للنظر في القصف الروسي لمستشفى للأطفال، يتواجد بالعاصمة الأوكرانية (كييف) واستهداف البنيات المختلفة للعاصمة ومدن أخرى في البلاد. ويأتي هذا الاجتماع بناء على مطلب تقدم به الرئيس الأوكراني (زيلينسكي) الذي دعا مجلس الأمن الدولي، إلى اجتماع طارئ خلال اجتماعه أمس الإثنين، مع رئيس وزراء بولندا بعاصمة هذه الأخيرة (وارسو).
تتعرض أوكرانيا للتخريب والقصف المتوالي بسبب الحرب الروسية عليها وتكتفي الدول الغربية والولايات المتحدة الداعمة للأوكران، بإدانة هذه الهجمات وتقديم الدعم المالي والعسكري، لكن من غير القيام بخطوات فاعلة، وتسخير جيوشها في سبيل إنهاء هذه الحرب؛ بالرغم من التهديد الذي يشكله الروس لأوروبا بدافع أيديولوجي وهو وضع يُسيء إلى حُلفاء أمريكا ويٌشكك في قدرتهم على حماية من ينضوون تحت لوائهم وفي استتباب الأمن العالمي الذي يزداد سوءاً يوماً عن آخر؛ بسبب هذه الحرب.
ويساهم هذا الوضع في توليد الغضب على (الأمريكان) ليست فقط؛ بسبب الحرب الأوكرانية وإنّما أيضا؛ بسبب المجازر التي تقع في غزة والتي يذهب ضحيتها الأبرياء من الشعب الفلسطيني خصوصاً الأطفال منهم، الذين يسقطون قتلى يوماً بعد آخر، حتى فاق عددهم ما بين أكتوبر وفبراير الماضيين فقط حوالي 12 ألف طفل هذا دون نسيان عدد الضحايا منهم ما بين شهر مارس إلى حدود هذا اليوم، من غير أن يحرك ذلك ساكن السياسيين ولا ضميرهم ؛ باستثناء الطاقات الفاعلة في المجتمع العالمي.
يجتمع مجلس الأمن (اليوم)؛ من أجل أطفال أوكرانيا تمّ استهداف مستشفى لهم يوم الإثنين الماضي، بينما أطفال غزة يتم استهدافهم بشكل يومي وقتلهم بدون شفقة ولا رحمة، حيث أشارت احصائيات فلسطينية رسمية لسقوط أربعة أطفال كل ساعة، ولا أحد فكر في عقد مؤتمر دولي لهم لحماية المتبقين منهم، وعلى الأقل توفير الأمن لهم، في مجال الغداء والمواكبة النفسية والاجتماعية وغيرها.
لقد تحدثت مختلف القوى الحية عن المجازر المرتكبة في حق الفلسطينيين وتمّت تحميل المسؤولية في ذلك لإسرائيل وتحميلها المسؤولية في ذلك، لكن للأسف، تتدخل الولايات المتحدة، كما هي عادتها، لمعارضة أيّة مساع في مجلس الأمن أوغيره، تدعو لإدانة إسرائيل؛ بسبب حربها على غزة، بل إنها تدعو إلى عدم وقف إطلاق النار، وتستخدم حق (الفيتو) المخول لها، في حماية إسرائيل والحيلولة دون إدانتها تماشيا مع نهج سياستها المعروفة؛ لأن الولايات المتحدة كانت وماتزال، مصدراً للقلق ونشوب العديد من الحروب وقيام العديد من الصراعات في العالم، ويزيدها الضعف الذي تعاني منها الدول العربية فضلا عن شتاتها الآخذ في التفاقم على فعل ما يحلو لها في المنطقة العربية والهدف هو حماية الإسرائيليين وهذا وضع يشجع هذه الأخيرة، على شن حرب إبادة غير مسبوقة، في حق الأطفال والرجال والنساء على السواء.