مديونة: عمليات طبية جراحية لإزالة المياه البيضاء (الجْلاَلَة) ومحاربة العمى بالمستشفى
المستشفى يحتاج للآليات والمستلزمات الطبية والموارد البشرية الرسمية وليس المؤقتة التي تشتغل في الوقت الذي يحلو لها وتضييع المال العام عليها من غير فائدة، من غير الرفع من مستوى الخدمات الطبية المقدمة للسكان
هلا بريس
عرف المستشفى الإقليمي لمديونة حملة طبية جراحية لإزالة المياه البيضاء المعروفة (بالجْلاَلة) وكانت من تنظيم جمعية أصدقاء الصحة بإقليم مديونة، بشراكة مع المندوبية الإقليمية للقطاع؛ بهدف تقريب الخدمات الصحية والعلاجية من الفئات الهشة بالإقليم .وزار الكاتب العام لعمالة مديونة ومعه العديد من الوجوه في السلطات المنتخبة بالإقليم هذا المستشفى في صبيحة هذا اليوم الخميس 30 نونبر 2023م وعاينواْ الفئة المستهدفة من هذه الحملة .
والجدير بالذكر، أنّ هذا المستشفى المتواجد بتراب جماعة مديونة ومنذ افتتاحه بتاريخ 18 غشت 2017م وهو يعاني من عدّة اختلالات ومشاكل، تحٌول دون تقديم الخدمات الطبية المرجوة؛ بسبب الخصاص المهول في المعدات، بعدّة أجنحة منها جناح الجراحة وجناح طبّ العيون وخصاص في معدات المستعجلات والموارد البشرية وخصاص أيضا في جناح طب المفاصل والعظام، مع تسجيل غياب طبيبة دائمة في الولادة هذا فضلاً عن تسييره بميزانية ضعيفة ممّا كانت له عدّة تداعيات على المنتوج الطبي والاستشفائي في المنطقة التي مازالت ساكنتها، تداوي جراحها وأمراضها بمستشفيات أخرى بوسط الدارالبيضاء.
ولتدارك ما يمكن تداركه من نواقص واختلالات تمّ خلق جمعية طبية، أطْلِق عليها اسم جمعية أصدقاء الصحة، بإيعاز من عامل الإقليم، وساهمت في تمويلها الجماعات الترابية بالإقليم و مجلس العمالة ومحسنون وغيرهم؛ من أجل تجويد الخدمات الطبية نيابة عن الوزارة الوصية التي مازالت ترفض تخصيص ميزانية قارّة للمستشفى وتكون مستقلة عن ميزانية مستشفى الأمراض العقلية والنفسية (الرازي).
وتعاقدت هذه الجمعية مع طبيبة للولادة لكنها تأتي مرتين فقط في الأسبوع؛ بالنظر إلى التزاماتها المهنية في القطاع الخاص. أما في باقي الأيام وأيضا في الفترة الليلية، فيتم إحالة الحالات الصعبة على مستشفيات الدارالبيضاء. وتعاقدت أيضا ذات الجمعية مع طبيب للعيون الذي يأتي فقط مرّة واحدة في الأسبوع ويفتقر جناحه للوازم العمل والاشتغال ويتمّ إحالة الحالات الصعبة على مستشفى ابن رشد.
ويفرض واقع الحال في ظل الكثافة السكانية المضطردة والمتوالية؛ بسبب كثرة الوافدين على الإقليم، من إيجاد حلول جادّة والضغط في سبيل توفير ميزانية في المستوى، تليق بحجم المنطقة وسكانها وتوفير الموارد البشرية القارة والرسمية وليس المؤقتة التي تشتغل في الوقت الذي يحلو لها وتضييع المال العام عليها من غير فائدة، من غير الرفع من مستوى الخدمات الطبية المقدمة للسكان.
ويُشار على أنّ سوء الخدمات الطبية المقدمة بهذا المستشفى وتردّي خدماته، كان قد حرّك العديد من الفعاليات في المنطقة التي طالبت ،وماتزال، من تحسين الخدمات العلاجية وتوفير الأطباء واللوازم الطبية حتى لا يتحملوا تبعات التوجه إلى مستشفيات وسط المدينة لطلب العلاج والتطبيب.