مراكش: تنظيم لقاء فكري احتفاءً بالذكرى 87 لانتفاضة وادي بوفكران (الماء لحلو)
لقاءٌ يحمل شعار" الثروة المائية بالمغرب بين الجهاد الأصغر واستراتيجيات الجهاد الأكبر" ويأتي في ظل ظرفية متسمة بندرة الماء بسبب توالي سنوات الجفاف وخطاب العرش الأخير دق ناقوس الخطر بهذا الخصوص، ودعا لتبني إجراءات استعجالية؛ لتجنب الخصاص في الماء وانتفاضة (بوفكران) المعروفة أيضا بانتفاضة الماء لحلو، تأتي للتذكير بتاريخ المغاربة في الدفاع عن مواردهم المائية وتوابثهم الوطنية.
هلا بريس
احتضن فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير بمراكش، لقاءً فكرياً حول أهمية الحفاظ على الماء والدفاع عنه والحرص على حٌسن تدبيره وربط الماضي بالحاضر، ماضي انتفاضة وادي بوفكران المعروفة بمعركة “الماء لحلو” وحاضر المغرب الذي يفرض الحفاظ على موارده المائية في هذه الفترة الصعبة التي يعاني فيها من قلة الماء.
وقد حمل موضوع اللقاء الفكري عنوان “الثروة المائية بالمغرب بين الجهاد الأصغر واستراتيجيات الجهاد الأكبر” لتحسيس المجتمع وتوعيته بأهمية الحفاظ على المياه، خاصة في الوقت الراهن الذي يتسم بتوالي فترات جفاف حادّة، وتشجيع السكان أفراداً وجماعات على الانخراط في الاستراتيجيات الملكية والسياسات الحكومية المتعلقة بإدارة الثروة المائية.
وقد سبق للعاهل المغربي خلال خطاب العرش الأخير 2024م أن دق ناقوس الخطر، بخصوص ندرة المياه الجوفية، ودعا لاتخاذ جميع الإجراءات الاستعجالية والمبتكرة؛ لتجنب الخصاص في الماء والتشديد على ضرورة التنزيل الأمثل، لكل مكونات البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027م والحرص على ضرورة التحيين المستمر لآليات السياسة الوطنية للماء، وتحديد هدف استراتيجي، في كل الظروف والأحوال، ألا وهو ضمان الماء الشروب لجميع المواطنين، واستكمال برنامج بناء السدود، مع إعطاء الأسبقية لمشاريع السدود، المبرمجة في المناطق التي تعرف تساقطات مهمة، وتسريع إنجاز المشاريع الكبرى؛ لنقل المياه بين الأحواض المائية، وتسريع أيضاً إنجاز محطات تحلية مياه البحر، وإنجاز المحطات المبرمجة ومشاريع الطاقات المتجددة المرتبطة بها، في الآجال المحددة دون أي تأخير، ودعا السلطات المختصة للمزيد من الحزم، في حماية المِلك العام المائي وتفعيل شرطة الماء والحد من ظاهرة الاستغلال المفرط والضخ العشوائي للمياه.
وقد جاء هذا اللقاء الفكري؛ للاحتفاء بالذكرى 87 لانتفاضة بوفكران (الماء لحلو) والتي كان الماء محركا أساسيا لفصولها حيث تشير المصادر التاريخية، إلى أنّه في مستهل شهر شتنبر من سنة 1937م خاض المغاربة مواجهات قوية ضد المستعمر الفرنسي بمكناس، بعد أنْ حاول هذا الأخير تحويل مسار مياه وادي بوفكران لصالحهم، وبالتالي حرمان (المكناسيين) من رافد مائي أساسي مهم للحياة.
وخلال هذه المواجهة، تمكن المكناسيون من إحباط مخططات المستعمر؛ الهادفة لنهب الموارد المائية للمغاربة، بعد إصدار السلطات الاستعمارية لقرار وزاري فـي 12 نونبر 1936م يقضي بتوزيع ماء وادي بوفكران بين المستوطنين والمعمرين والساكنة المحلية.
وأصدر المستعمر بعد ذلك، في 12 فبراير 1937م مرسوماً جديداً، يقضي بمنح 16 حصة مائية من أصل 24 للمستعمرين الفرنسيين الذين احتكروا المناطق الخصبة التابعة لقبائل كروان وبني امطير، الواقعتين بين مدينتي مكناس والحاجب.
وقد رفض المكناسيون هذه القرارات، وشكلواْ لجنة وطنية في 16 يونيو 1937 م وأرسلت عريضة تحمل ما يقرب من 1500 توقيع إلى المغفور له الملك محمد الخامس والمقيم العام وحدثت مواجهات عنيفة بين المكناسيين والمستعمرين، وتسبّب ذلك في إضراب عام، في جميع أنحاء المدينة، بالإضافة إلى تنظيم مظاهرات احتجاجية ضد حرمان السكان من الموارد المائية في بوفكران .