متابعات

مرور 58 على نكسة حرب الستة أيّام ومازالت النكسة متواصلة

النكسة مازالت متواصلة والاحتلال مستمراً ولا ينذر الوضع إلاّ بمزيد من التأزم والتصعيد، في ظل استمرار الحرب واستهداف البشر قبل الحجر، وابتلاع المزيد من الأراضي وخلق المستوطنات، الواحدة تلو الأخرى، ومنع قيام دولة فلسطينية والعرب لم يستخلصوا منها الدروس والعبر، في سبيل صياغة رؤى استراتيجية مشتركة عند مواجهة التحديات القادمة؛ بالنظر لواقع الشتات والضعف الذي تعيشه مجمل دولنا العربية والإسلامية

هلا بريس

لازالت تداعيات نكسة يونيو من سنة 1967م التي حلت دكراها في هذا اليوم (الخميس) 5 يونيو2025م ترخي بظلالها على الواقع السياسي العربي عموماً ومنطقة الشرق الأوسط خصوصاً، إلى حدود الوقت الراهن من زمن الخيبات العربية المتواصلة، يتم الحديث عنها وعن حربها المهينة للعرب وكأنّها وقعت قريباً وليس في زمن مضى من ستينيات القرن الماضي؛ لأنّها للأسف الشديد، هذه الحرب تركت آثاراً وجروحاً لن ولن تندمل، خصوصاً في ظل توالي حرب الإبادة الواسعة، بحق الشعب الفلسطيني والتي ازداد أوارها منذ (السابع) من أكتوبر، من سنة 2023م.

وكانت حرب 67 والمعروفة أيضا بحرب يونيو، أو نكسة 67 ،أو حرب الأيّام الستة؛ لأنّ كلّ شيء انتهى في 6 أيّام؛ لصالح العدو، بعد أنْ أقنع العرب أنفسهم، ونتيجة لحسابات خاطئة ورهانات غير محسوبة، بأنّهم سوف ينتصرون فيها بسهولة، لكن العدو المحتل فاجئهم بقوته ودمر كل شيء من سلاح الجو المصري على مدارج المطارات، حتى قبل أن تنطلق، وأعاق عمل سلاح الجو السوري، واستولى على قطاع غزّة وجزيرة سيناء وجزء من قناة السويس، وقصف القوات الأردنية، كان من مخلفات ذلك، بلوغ الخسائر البشرية في مصر لوحدها 11 الف والأردن 6 آلاف وسوريا حوالي ألف، في مقابل حوالي 700 إسرائيلي  لا غير، وخسائر مهمة في الأسلحة والمعدات لدى مختلف الجيوش العربية المشاركة في هذه الحرب الخاطفة. وكان من تداعيات ذلك بروز الآلاف من اللاجئين ووجود أكثر من مليون فلسطيني محكومين داخل بلدهم، من طرف المحتل الإسرائيلي هدا من غير الحديث عن الخسائر النفسية لدى مجمل الشارع العربي بعد الإحباط الدي أصابه ولحق نخبه السياسية.

والنكسة مازالت متواصلة والاحتلال مستمراً ولا ينذر الوضع إلاّ بمزيد من التأزم والتصعيد، في ظل استمرار الحرب واستهداف البشر قبل الحجر، وابتلاع المزيد من الأراضي وخلق المستوطنات، الواحدة تلو الأخرى، ومنع قيام دولة فلسطينية ومواصلة الصهاينة لعملهم، في تحقيق حلمهم السياسي الذي طالما روادهم؛ لتوسيع ما “يعتبرونه” الخريطة المتخيلة لإسرائيل الكبرى. وظهرت بوادر ذلك جلية، من خلال أرض الواقع، في أكثر من مناسبة، أبرزها إبادة الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم والدفع بقوات الاحتلال إلى عمق الأراضي السورية وإنشاء منطقة عازلة داخل لبنان وضمّ مستوطنات الضفة الغربية والإصرار على توطين الفلسطينيين خارج أرضهم المحتلة، في إطار العمل على تفعيل ما سُمي بصفقة القرن. ويعول الإسرائيليون على العائد من جديد لرئاسة أمريكا، في ولايته الثانية (دونالد ترامب) لتفعيل بنود هذه الصفقة وتوسيع الرقعة الجغرافية لإسرائيل إلى أبعد مدى ممكن.

لقد مرت 58 سنة على نكسة هذه الحرب المهينة، فهل استخلص منها العرب الدروس والعبر، في سبيل صياغة رؤى استراتيجية مشتركة عند مواجهة التحديات القادمة، أم أنّه يمكن القول، بأنّه مازال أمامنا الشيء الكثير؛ للقيام بما يمكن القيام به بهذا الخصوص؛ بالنظر لواقع الشتات والضعف الذي تعيشه مجمل دولنا العربية والإسلامية.

 

.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى