مناورات عسكرية مرتقبة بين المغرب وفرنسا لتعزيز القدرات الدفاعية للبلدين
الجزائر تعتبر المناورات عملاً "استفزازياً ضدها وعملاً عدائياً موجهاً ضد أمنها القومي" كاشفة إلى أنّ "تصرفاً من هذا القبيل سوف يُسهم في تأجيج اﻷزمة التي تميز العلاقات الجزائرية-الفرنسية في المرحلة الراهنة.
هلا بريس
يعتزم المغرب تعزيز تعاونها العسكري مع فرنسا والتنسيق فيما بينهما، من خلال إجراء مناورات مستقبلية أسْموها الشركي 2025م وحدّدوا لها موعد 22 شتنبر المقبل بمدينة الراشدية المغربية. وكشفت مصادر إعلامية مختلفة، مغربية منها وفرنسية على وجه الخصوص، في كون هذه المناورات تأتي في سياق تعزيز القدرات الدفاعية والتصدي للتهديدات الإرهابية بمنطقة الساحل، في الوقت الذي تعمل فيه باريس على مشروع إنشاء قاعدة جوية في أقصى جنوب الصحراء المغربية؛ لدعم العمليات العسكرية ضد الجماعات المتطرفة. وأبْرزت ذات المصادر، إلى أنّ البلدين اتفقا على إجراء التدريبات في منطقتي “رحمة الله” و”أردو” بإقليم الرشيدية، حيث ستشمل المناورات وحدات برية وجوية؛ بهدف تعزيز التنسيق العملياتي وتبادل الخبرات بين الجيشين وتقوية قدراتهما الدفاعية، وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات الأمنية الإقليمية والدولية، خاصة في المناطق الساحلية والصحراوية، والتصدي للمنظمات الإرهابية التي تهدد استقرار المنطقة.
ولا تنظر الجزائر بعين الرضا إلى هذا التقارب الفرنسي المغربي ووجهت الجزائر تحذيرات شديدة اللهجة إلى باريس، بشأن مشروع المناورات العسكرية التي تعتزم القيام بها بالاشتراك مع المغرب قرب الحدود الجزائرية.
وأوضحت الجزائر، من خلال بيان للخارجية الجزائرية أن الأمين العام للخارجية “الوناس ماقرمان” كان قد استقبل، يوم الخميس، 6 مارس الجاري، السفير الفرنسي “ستيفان روماتيه”؛ لإبلاغه رسالة إلى سلطات بلاده، ولفت الانتباه إلى خطورة المناورات العسكرية الفرنسية-المغربية المقررة شهر شتنبر المُقبل في منطقة الرشيدية، التي تبعد أقل من 100 كيلومتر عن الحدود ومنطقة بشار الجزائرية. واعتبرت الجزائر، أنّ هذه المناورات تعتبر عملا “استفزازيا ضد الجزائر”، حيث تعتبر تنفيذ مناورات عسكرية قرب حدودها “عملاً عدائياً موجهاً ضد أمنها القومي”.
وكشفت ذات المصادر الإعلامية، إلى أنّ وثيقة رسمية سرية فرنسية هي التي أوضحت عن مشروع مناورات عسكرية فرنسية مغربية، جرى تسريبها إعلامياً، مؤرخة في 25 ماي الفائت، وتتحدث الوثيقة عن اجتماع عقد في مدينة سلا المغربية بين قيادات فرنسية ومغربية لتنسيق استعدادات القوات الفرنسية والمغربية؛ لإجراء تمرين عسكري قرب الحدود الجزائرية بداية من 22 شتنبر القادم.
وجاء في بيان الخارجية الجزائرية، إلى أن “تصرفاً من هذا القبيل سوف يُسهم في تأجيج اﻷزمة التي تميز العلاقات الجزائرية-الفرنسية في المرحلة الراهنة، ويرفع من حدّة التوتر بين البلدين إلى مستوى جديد من الخطورة”. وطلبت الخارجية من السفير الفرنسي نقل موقف الجزائر إلى سلطات بلاده “بالصيغة التي تمّ إبلاغه بها، والحصول على التوضيحات اللازمة حول هذا الموضوع”.
.