منعطف جديد في عام جديد
عامٌ جديد بالتزامن مع عودة دونالد ترامب لمواصلة المطالبة بتفعيل خطته الشهيرة (صفقة القرن) لتصفية القضية الفلسطينية وخلق واقع جديد في الشرق الأوسط مستغلاً في ذلك مواضع الخطأ وثغرات الانقسام في فترة حالكة وحالكة جدّاً يمرّ بها العرب من الخليج إلى المحيط. عام لا نملك إزّاءه نحن كعرب ومسلمين وغير مسلمين إلاّ التعبير عن أملنا، في أنْ يكون عاماً أفْضل وأن تخف فيه حدّة الحماقات والانتقامات البشرية.وأنْ يتحسّس العرب طريقهم نحو المستقبل وليس على هامش التاريخ.
هلا بريس
مشت أمّتنا العربية العام الماضي كما مشته على امتداد سنوات عديدة على طريق مليء بالأحزان والجراح والتشرذم والتشتت والعجز عن فعل أيّ شيء، يحرك البرك الراكدة في ملف القضية الفلسطينية، التي يبُاد أهلها بقطاع غزّة أمام العالم بأسره.
في كل مرّة يحلّ فيها عام جديد، نعبر عن أملنا في تحقيق السلام الأمني والغذائي والاقتصادي والاجتماعي، بعد سوء أحوال عام أو أعوام مضت في ظل انتشار القتل والتقتيل وممارسة حرب إبادة جماعية أمام العلن ومذابح تعود بنا إلى حافة العصر الحجري، وارتفاع مهول في الأسعار وتهديد متواصل باستعمال السلاح النووي وصراعات عربية عربية واقتتال داخلي في السودان واستنزاف لخيرات الشعوب …
كان العنف والافراط في استعماله، من طرف أناس يدّعون أنّهم بشر ومتبعون للديمقراطية وحقوق الانسان وكافة الشعارات التي يرفعونها في حماس، بينما في المقابل يطلقون العنان لأنفسهم لارتكاب المذابح الواحدة تلو الأخرى، واطلاق القنابل على العزل من الفلسطينيين إلاّ لأنّهم يدافعون عن أرضهم ووطنهم ونتيجة لمؤامرة عالمية، فقدواْ فيها وطنهم، فتمّ تركهم لمصيرهم عُرضة لمختلف الانتهاكات التي يكتفي إزّاءها أهْل الحل والعقد العربي، بالدعوة لضبط النفس ووقف اطلاق النّار وهي دعوة لا تجد أدنى اهتمام من المحتل لأرض غيره، ويصر على مواصلة مسلسل يوميات اغتيالاته في حق الأبرياء.
تحل سنة جديدة لنجدد فيه الأمل بأن تطوى صفحة الأحزان الفلسطينية، لكن مجريات الأمور الخاصّة بهذا الملف، تشير إلى أنّ الأماني وحدها لا تكفي أمام عدو لا يعرف إلا لغة واحدة، ألا وهي لغة الحرب والإبادة واستهداف الأطفال والنساء، فلم يثبت تاريخياً أنّ أمة صنعت مجْداً وتاريخاً بالأماني والنوايا الطيبة.
فماذا عن عامنا الجديد ؟
الذي لا نملك إزّاءه نحن العرب كمسلمين وغير مسلمين إلاّ التعبير عن أملنا، في أنْ يكون عاماً أفْضل وأن تخف فيه حدّة الحماقات والانتقامات البشرية وأنْ يتحسّس العرب طريقهم نحو المستقبل وليس على هامش التاريخ. فمازالت أمامنا فُرص أخرى للتفكير وإعادة النظر في مختلف السيّاسات المتبعة والحرص على التفعيل الجيّد لمختلف الاتحادات العربية، مثل اتحاد المغرب العربي ومنظمة التعاون الخليجي وخلق تكتلات واتحادات إفريقية خصوصاً وأنّ هذه الدول، عربية كانت أو افريقية، لا تعوزها الإمكانيات والإمكانات، والوقت الحالي يفرض أكثر من أيّ وقت مضى، على ضرورة الوحدة في كل شيء؛ لأنّ الذي هو آتٍ بعد عودة (ترامب) هو غاية في السوداوية بالنسبة للعرب والقضية الفلسطينية خاصّة وأنّ هذا العائد مسلح بفريق عمل، يعشق إسرائيل ومؤيد لها، ويعتبر أنّ الشعب الوحيد الذي له الحق في القدس هو إسرائيل ويرفض مقولة الضفة الغربية ويشجع على استعمال العنف وإراقة الدماء ومن المحتمل جدا المطالبة والالحاح في ذلك في سبيل تفعيل خطته الشهيرة المعروفة بصفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية والالتفاف حول الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والضرب بعرض الحائط بكل القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الامن
يحلّ عامٌ جديد، بالتزامن مع عودة الرئيس القديم الجديد للولايات المتحدة؛ لخلق واقع جديد في الشرق الأوسط مستغلاً في ذلك مواضع الخطأ وثغرات الانقسام في فترة حالكة وحالكة جدّاً يمرّ بها العرب من الخليج إلى المحيط.