من أجل أن يصبح مغرب الاستقلال بلداً آمناً للعيش الكريم
المغرب يوقد شمعة جديدة في مسيرة استقلاله وهي مناسبة تبرهن من جديد على مدى تعلق المغرب ملكا وشعبا بحرية الوطن ووحدته الترابية وهي مناسبة أيضا للتأكيد على أهمية الجدية التي نادى بها العاهل المغربي في خطاب العرش لسنة 2023م في تحقيق التنمية المنشودة ومناسبة كذلك لاستحضار مضامين الخطاب الملكي الأخير، بمناسبة الذكرى 49 لانطلاق المسيرة الخضراء، الذي أشار العاهل المغربي في اختتامه، للتضحيات التي قدّمها جيل المسيرة، وهو أمرٌ يحفز على بدل المزيد من التعبئة واليقظة؛ قصد تعزيز المكاسب التي تمّ تحقيقها، في ترسيخ مغربية الصحراء ومواصلة النهضة التنموية، التي تعرفها أقاليمنا الجنوبية، مع الحرص على أن تشمل ثمار التقدم والتنمية، كلّ المواطنين في جميع الجهات.
هلا بريس جمال بوالحق
توقد المملكة المغربية، يوم غد الإثنين 18 نونبر 2024م شمعة جديدة في مسيرة استقلالها، محتفلة بذلك بعيدها التاسع والستين لهذا الاستقلال، الذي التحم فيه الشعب المغربي مع سلطانه المغفور له محمد الخامس، بعد عمل دؤوب اتسم بالكفاح المسلح والنضال السياسي، وخوض غمار عدّة انتفاضات ومعارك، من بينها على سبيل المثال لا الحصر، معارك أنوال ولهري وبوغافر وسيدي بوعثمان وانتفاضة قبائل آيت باعمران وغيرها من محطات الكفاح علاوة عن ما قام به السلطان محمد الخامس، بتوجهه إلى مدينة طنجة وإلقائه هناك خطابه الشهير، بتاريخ 9 أبريل من سنة 1947م والذي برهن من جديد، على مدى تشبّث المغرب، ملكاً وشعباً، بحرية الوطن ووحدته الترابية وغيرها من المواجهات العنيفة، التي لم تتوقف، إلى حين طرد الاستعمار والخروج بعد ذلك من مرحلة الجهاد الأصغر، إلى مرحلة الجهاد الأكبر؛ لتحقيق أوراش التنمية المستدامة وهو الجهاد الذي أهّل المغرب بعد عدّة عقود من الزمن، من الدخول بكل ثقة، إلى معترك الساحة الدولية من بابها الواسع.
وبالرجوع إلى السنوات الماضية وبالارتكاز على خيرات المغرب وموقعه الاستراتيجي وإطلالته الجميلة على البحرين، الأطلسي والمتوسطي وما يتميز به من مناخ جميل ممتد من طنجة إلى الكويرة بالصحراء المغربية، وما عرفته البلاد من أوراش تنموية متعدّدة، وماتزال، والتي سوف تزداد وتتسع في غضون السنوات القليلة المقبلة على هامش احتضان المملكة المغربية لتظاهرات رياضية عالمية في أفق 2030م
والأمل معقود على المستقبل القريب؛ ليتغلب المغرب على مختلف اختلالاته، عبر تطوير بنياته التحتية ومرافقه الرياضية والاجتماعية والحرص على تأهيل العنصر البشري وتجاوز مختلف الظواهر الشاذة التي تسيء إلى المغرب، المقبل على تنظيم مشترك لبطولة كأس العالم في الأفق القريب والحرص على أنْ تكون الجدية مذهبنا، وتشمل جميع المجالات؛ لخدمة المواطن واختيار الكفاءات المؤهلة، وتغليب المصالح العليا للوطن والمواطنين، والترفع عن المزايدات والحسابات الضيقة، مع ربط المسؤولية بالمحاسبة، وإشاعة قيم الحكامة والعمل والاستحقاق وتكافؤ الفرص، كما جاء ذلك في خطاب العرش الأخير لسنة 2023م
ومناسبة حديثي عن أوراش التنمية، تجرني لاستحضار مضامين الخطاب الملكي الأخير، بمناسبة الذكرى 49 لانطلاق المسيرة الخضراء، الذي أشار العاهل المغربي في اختتامه، للتضحيات التي قدّمها جيل المسيرة، وهو أمرٌ يحفز على بدل المزيد من التعبئة واليقظة؛ قصد تعزيز المكاسب التي تمّ تحقيقها، في ترسيخ مغربية الصحراء ومواصلة النهضة التنموية، التي تعرفها أقاليمنا الجنوبية، مع الحرص على أن تشمل ثمار التقدم والتنمية، كلّ المواطنين في جميع الجهات، من الريف إلى الصحراء، ومن الشرق إلى المحيط، مروراً بمناطق الجبال والسهول والواحات.
وفي عيد الاستقلال التاسع والستين للمملكة المغربية، نأمل، في أنْ يستفيد الجميع من خيرات البلاد وتصل أوراش التنمية إلى جميع المغاربة حتى تصبح مكاناً آمناً للعيش الكريم، بدل الدفع بشبابنا لخوض مخاطرة الهجرة السرية وغير السرية؛ للبحث عن مجتمعات جديدة، تفتح لهم آفاقا أخرى؛ لتحقيق طموحاتهم وتلبي رغباتهم وتستجيب لأحلامهم.