جمال بولحق
لم تكد تمرّ أسابيع قليلة على انقلاب المجلس العسكري بدولة النيجر وإطاحته بالرئيس (محمد بازوم) بتاريخ 26 يوليوز 2023م حتى لحقته الغابون، الدولة الغنية بالنفط والماس والذهب والمنغنيز، التي استولى عسكريوها على زمام السلطة، يوم الأربعاء 30 غشت 2023م بعد مدّة قصيرة من إعلان نتائج الانتخابات التي فاز بها الرئيس (علي بونغو) للولاية الرئاسية الثالثة تواليا بعد حصوله على 64.27% من الأصوات بينما منافسه الرئيسي (ألبير أوندو أوسا) حصل على 30.7% وأشار هذا الأخير، لوجود عملية تزوير أدارها منافسه (بونغو) قبيل إغلاق مراكز الاقتراع، يوم السبت الماضي 26 غشت 2023م
ويتولى (علي بونغو) السلطة منذ 2009م خلفا لوالده (عمر بونغو) الذي حكم الغابون مدة 41 عاما إلاّ أنّ كلّ هذا الثقل السياسي والنتائج المحصل عليها خلال هذه الانتخابات لم يشفع (لعلي بونغو) لدى مجموعة من العسكريين الذين بادروا إلى الاستيلاء على السلطة، ووضع الرئيس ابن الرئيس قيد الإقامة الجبرية، بتأييد من الغابونيين اللذين خرجوا إلى الشارع متظاهرين ومؤيدين للانقلاب.
وأصدر العسكريون بيانا أكدّوا فيه، على أنّهم سئموا من تدهور أحوال البلاد، وملّوا من وجود (حوكمة) غير مسؤولة ما قد يدفع البلاد نحو الفوضى؛ لذلك قرّروا الدفاع عن السلام من خلال إنهاء النظام القائم، وحلّ جميع المؤسسات، ودعوا المواطنين إلى التزام الهدوء والتمسك باحترام الالتزامات الدولية، وأعلنوا عن إغلاق الحدود لأجل غير مسمّى .
ويشير باحثون على أنّ العديد من الدول الافريقية، عرفت عدّة انقلابات، وتكرّرت فيها أكثر من مرّة مثل السودان وبوركينافاسو ونيجيريا ومالي وغيرها؛ بسبب الظروف المعيشية الصعبة، وكثرة الفساد، وضعف الأداء الاقتصادي.
وقد أكدّ بلاغ صادر من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، يوم الأربعاء 30 غشت 2023م على أن المملكة المغربية، تتابع عن كثب تطور الوضع في الجمهورية الغابونية، وتؤكد على أهمية الحفاظ على استقرار هذا البلد الشقيق وطمأنينة ساكنته مضيفا إلى أنّ المغرب يثق في حكمة الأمة الغابونية، وقواها الحية ومؤسساتها الوطنية؛ للسير قدما نحو أفق يتيح العمل من أجل المصلحة العليا للبلد، وصون المكتسبات التي تحققت والاستجابة لتطلعات الشعب الغابوني الشقيق.
.