هل تٌدق طبول الحرب في شبه الجزيرة الكورية ؟؟
كوريا الشمالية تطلق قذائف مدفعية وزعيمها (كيم جون أون) يُوجّه عدّة تهديدات لجيرانه في سيول المدعومين من طرف واشنطن وأمر بالتسريع من وتيرة الاستعدادات العسكرية لشن الحرب في أي وقت وأكدّ على أنّه لا مناص من اندلاع الحرب في شبه الجزيرة الكورية بسبب ما اعتبره تحركات الأعداء والتي وصفها بالمتهورة وتهدف إلى غزو بلده
هلا بريس
أطلقت كوريا الشمالية العشرات من القذائف المدفعية على نظيرتها الجنوبية وذلك يوم الجمعة 05 يناير الجاري 2024م بجوار جزيرتين كوريتين جنوبيتين، آهلتين بالسكان، من غير أن يخلف ذلك أيّة ضحايا وإصابات ما دفع سيول إلى التوجه بإخلائهما وإجراء مناورات عسكرية بالذخيرة الحيّة في إحداها.
وارتباطا بذات السياق المتوتر بين البلدين منذ عدّة عقود، فقد حذرت كوريا الشمالية، بشن حرب ضد جيرانها الجنوبيين وحليفتها الولايات المتحدة، بحسب بيان نشرته وكالة الأنباء المركزية الرسمية التي أشارت فيه أيضا، على أنّ الجيش الكوري، بادر إلى إجراء مناورات بحرية بالذخيرة الحية كإجراء مضاد للتهديدات الكورية الجنوبية وسقطت هذه القذائف في المنطقة العازلة، على طول الحدود بين البلدين المستحدثة، بموجب اتفاق بين البلدين في 2018م لكن سرعان ما تمّ نقض هذا الاتفاق بعد إطلاق الشماليين لقمر اصطناعي بهدف التجسس ولم تسفر هذه العملية، عن أيّة إصابات أو ضحايا .
واعتبرت كوريا الجنوبية، أنّ ما صدر عن جيرانهم في الشمال، من قصف داخل المنطقة العازلة، هو عمل استفزازي يٌهدّد السلام في شبه الجزيرة الكورية ممّا جعلها تُصعد من لهجتها وأكدت على أنّها سوف تردّ بقوة على جيرانها، من جهتها هذه الأخيرة، كوريا الشمالية، حذرت (سْيُول) من الإقدام على أي عمل استفزازي تحت ذريعة الرد، مشيرة هي الأخرى، على أنّها سوف ترد بكل قوتها، وفقا لوكالة الأنباء الكورية الشمالية.
وتعتبر كوريا الشمالية قوة نووية وسبق لها أن أجْرت العديد من الاختبارات في هذا الشأن وسبق لرئيسها (كيم جون أون) أنْ وجّه عدّة تهديدات لجيرانه الجنوبيين، وأمر مؤخرا بالتسريع من وتيرة الاستعدادات العسكرية؛ لشن الحرب في أي وقت بشبه الجزيرة الكورية، وأشار على أنّه لا مناص من اندلاع الحرب في شبه الجزيرة الكورية؛ بسبب ما اعتبره تحركات الأعداء والتي وصفها بالمتهورة، وتهدف إلى غزو بلده وسبق له أنْ أطْلق صاروخا (بالستيا) عابراً للقارات، في تحذير لواشنطن المتحالفة مع سيول بعد أنْ أرْسل الجيش الأمريكي غوّاصة مؤخراً إلى المنطقة وإجراءه لمناورات عسكرية مع كوريا الجنوبية واليابان، وتعتبر كوريا الشمالية بقيادة زعيمها (كيم جون أون) أنّ اندلاع الحرب لا مناص منها وأصبح يسابق الزمن لإنتاج منصات لإطلاق الصواريخ؛ بسبب ما يعتبره وضعاً خطيراً راهناً يتطلب الاستعداد لمواجهة العدو .
وفي عودة مقتضبة إلى مجريات التاريخ، فالصراع الكوري الكوري، ليس وليد اليوم، فهو صراع تاريخي محتدم ما بين الشيوعية والرأسمالية، أدّى إلى نشوب حرب بين الطرفين بعد نهاية الحرب الكونية الثانية وبالضبط في سنة 1950م بين كوريا الشمالية المؤازرة من طرف السوفيات آنذاك ونظرائهم في الجنوب، المدعومين من لدن أمريكا وقضت على حوالي 5 ملايين من البشر، معظمهم من المدنيين وانتهت فصولها في سنة 1953م وإبرام هدنة بين الطرفين إلاّ أنّها لم تكن كافية لعودة الهدوء السياسي ما بين البلدين الجارين، إلى حُدود الوقت الراهن.
وجديرٌ بالذكر، فشبه الجزيرة الكورية، كانت جزْءا من اليابان التي احتلتها في 1910م إلى أنْ حرّرها (السوفييت) في 1945م بعد شنهم الحرب على اليابانيين وبعدها تمّ تقسيم كوريا إلى شمالية تحت المظلة السوفياتية الشيوعية وجنوبية تحت النفود الرأسمالي الأمريكي ولم تكن الكوريتان راضيتان بهذا التقسيم ،فقد كان زعماؤهما، كل واحد منهما، يعتبر نفسه الأجْدر بحكم كامل البلاد، شمالها وجنوبها تحت نفوذه، لذلك كثُرت الاحتكاكات بين الطرفين ممّا حال دون التوصل لحلّ نهائي لتوحيد الكوريتين وإنهاء هذا الصراع التاريخي المُتسم بالصبغة السياسية والإيديولوجية.