هل ينجح الطلاب فيما فشل فيه السياسيون بخصوص توقيف حرب الإبادة الجماعية بفلسطين؟؟؟
هلا بريس
احتج في الآونة الأخيرة طلاب الجامعات الأمريكية على مسار الحرب الإسرائيلية على أهالي قطاع غزة التي نهجت فيها قوات الاحتلال سياسة حرب إبادة جماعية على كل الفلسطينيين، لما يزيد عن ستة أشهر من الزمن، من غير العمل على توقيفها، من طرف أصحاب السياسة والقرار بالعالم الذي يُفضل الْتزام الصمت وغضّ بصره عن كل مشاهد إراقة الدماء التي تبتها الفضائيات المختلفة وكأنّ هذه المجازر، هي ما يريدون ويبتغون. خرج طلاب الجامعات الأمريكية إلى الاحتجاج والتنديد بالحرب على قطاع غزة، وطالبوا بوقف العدوان الإسرائيلي وتوقيف تسليح الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل، وأكدّواْ على أنّ تحقيق مطالبهم ،هو شرطٌ لتوقيف احتجاجاتهم.
وقد سبق للحركة الطلابية الأمريكية، أنْ حقّقت العديد من مطالبها التي اشترطتها؛ لوقف احتجاجاتها حيث يحفل تاريخها بالعديد من المحطات التي حسمت فيها معاركها النضالية والاحتجاجية، نستهلها بسنة 1968م التي احتج فيها الطلاب السود في أمريكا؛ بسبب الميز العنصري حيث تضاعفت التوترات بجامعة كولومبيا وتمّ أخذ العميد كرهينة، إلى حين استقالة رئيس الجامعة، والاعتراف بتاريخ وثقافة الأمريكيين الأفارقة، وإنشاء نظام قضائي يشمل الطلاب، وإسقاط الإجراءات التأديبية بحق الطلاب المشاركين في احتجاج سابق، وتمّت الاستجابة في آخر المطاف لبعض هذه المطالب. وفي نفس السنة دائما ( 30 أبريل 1968م) احتج الطلاب على دور الولايات المتحدة في فيتنام، ووُجهواْ بالعنف من طرف الشرطة، وأدّى ذلك إلى إصابة 100 شخص والقبض على المئات منهم.
وكان للحركة الطلابية قبل ذلك في سنة 1960 م دورٌ في تعزيز الوعي بحقوق السود، بعد حادثة المقهى بولاية (كارولينا) التي دخلها طلاب أفارقة؛ لأنّها تمارس سياسة تمييز عنصرية، في ظل منعها دخول السود وقد رفض الطلاب مغادرة المقهى، إلى حين الاستجابة لمطلبهم واستمرت احتجاجات الطلاب بعد ذلك سُوداً وبِيضاً ؛ بسبب الفصل العنصري، في المكتبات والشواطئ والفنادق، إلى حين تلبية هذه المطالب.
وفي العاشر من أبريل من سنة 1969م خرج طلاب الجامعات إلى الشوارع، واحتجواْ؛ بسبب حرب فيتنام وفي سنة 1970م تظاهر الطلاب بجامعة (أوهايو)؛ بسبب ذات الحرب، ممّا أدّى إلى تدخل الشرطة ومقتل العديد من الطلاب . وفي ثمانينيات القرن الماضي، احتج طلاب بجامعة كاليفورنيا؛ لرفضهم سياسة الفصل العنصري التي كانت سائدة في تلك الفترة بجنوب إفريقيا وتمّ تعطيل الدراسة واعتقال الطلاب بعد ذلك وبعد أشْهر من الاحتجاج تمّ الإذعان لمطلب الطلبة، بعد سحب الاستثمارات الموجهة إلى جنوب افريقيا.
فهل يتم تحقيق مطالب الحركة الطلابية بالجامعات الأمريكية، بخصوص الحرب على قطاع غزة التي يطالب الطلبة بتوقيفها ووقف تسليح الولايات المتحدة لإسرائيل؟ وهل يتمّ فضّ اعتصام الطلبة بالجامعات الأمريكية، كما طالب بذلك رئيس النواب الأمريكي (مايك جونسون) الذي يصر وبعناد على تعنيف المحتجين والعمل على قمعهم والقبض عليهم، أمّ أنّ يد الطلاب، سوف تظل هي العليا، في هذا الملف، كما كانت طوال مسارها النضالي منذ ستينيات القرن الماضي ؟؟؟