صحافة وإعلام

يوم حرية الصحافة العالمي

قتل وقيود وسجن لمنع نقل الحقائق وصحفيون لا يتوانون لحظة في تغطية ما يجري ويدور رغم حجم الأخطار المحدقة بهم والمناسبة تقتضي صون حرية التعبير وتكريم ممتهنيها.

 

هلا بريس

يمرّ العالم بعدّة مشاكل وأزمات طاحنة خصوصاً بوطننا العربي ومجمل دول افريقيا، بالرغم من نيله لاستقلاله بعد عقود وعقود من الاستعمار واستغلال خيراته وثرواته؛ نتيجة لوجود دول كانت في مجملها ضعيفة مسلوبة الإرادة، عرف الأجنبي كيف يستولي عليها سواء باللين أو بالقوة.

والآن وبعد أن نالت العديد من الدول الإفريقية والعربية لاستقلالها وأخرجت المستعمر من ترابها وأصبحت تتوفر على جيوش وطائرات وسلاح وغيره من المقومات إلاّ أنّ فلسطين مازالت محتلة من طرف إسرائيل التي تمّ الإبقاء على وجودها بقلب الوطن العربي والإسلامي، تعمل على فعل ما يحلو لها أمام أنظار العالم، من قتل وحرق وحرب إبادة واضحة  ولا أحد يحرك ساكنا، من طرف القوى التي تدافع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والتعبير وغيرها .

خرج الأجنبي من باب العديد من الدول وترك أبناء عمومته في المنطقة، يعيثون فيها قتلاً وظلماً وطرداً للأهالي وتنكيلاً بهم ونزع أراضيهم وخلق المستوطنات، بينما تكفل هذا الأجنبي بعد خروجه أو طرده إن صح التعبير، بعملية تقسيم المناطق التي كان يستولي عليها بهدف إضعافها والعمل على خلق التيارات المتباينة تحول دون خلق أي تكتل قوي، يمكنه أن يجابه هذا الأجنبي، بالرغم من أنّ العالم العربي، يتوفر على العديد من المقومات التي تساعد على تكتله والنجاح فيها، بسبب عوامل اللغة والمجال والدين والبشر وغيرها، لكن الأجنبي عمل كيف يفتت هذه الدول ويحٌول دون وحدة العديد منها؛ لتبقى دٌولاً ضعيفةً تابعة، لاحول لها ولا قوّة، وزاد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، من تأزيم الوضع أكثر فأكثر.

وزاد الطين بلّة، ما يحدث حالياً في السودان، التي تكفل فيها فريقان متناحران، بالزيادة في إشعال فتيل التطاحن الداخلي وتعريض السكان للجوع والقتل والتشريد والضياع هذا فضلا عن اقتلاع جزء من هذا البلد وتسميته باسم جنوب السودان، ناهيك عن مشاكل اليمن وما يقع حاليا بين دولتين جارتين؛ بسبب قضية الصحراء المغربية، التي يعود السبب فيها للاستعمار الأجنبي الذي مازال ينظر إلينا كسوق وخدم عليهم أن يكونوا في خدمتهم. ولم يتوان المستعمر لحظة، في خلق الأسباب والضرب من تحت الحزام؛ للتدخل في شؤون مستعمراته السابقة وضربها من تحت الحزام؛ لإرغامها على الانصياع والتبعية له مستغلا في ذلك مكامن الضعف وثغرات الانقسام.

وإذا تدخلت الصحافة لتسليط الضوء على ما يقع من جرائم حرب إبادة مكتملة الأركان، جوبهت المنابر الإعلامية بالقمع والتنكيل والقتل أيضا كما حدث في الآونة الأخيرة، بينما المفكرون والمثقفون وغيرهم يفضل أغلبيتهم التزام الصمت حتى لا يٌتهموا بمعاداة السامية، حيث صار كل صاحب رأي من مثقفين وغيرهم، يفضلون الانزواء والتخلي عن دورهم، غير آبهين ولا مكترثين لمشاهد إراقة الدماء وقتل الأطفال ودفن الناس وهم أحياء وقصف المنازل ودكها فوق رؤوس أصحابها، لكن الحراك الطلابي ببلد العام سام (أمريكا) تحرّك، بعد أنْ طال الصمت والقتل والتنكيل بالأبرياء من أهالي غزة، وخرج المحتجون إلى الشوارع؛ للتنديد بالجرائم المرتكبة بفلسطين، وقوبلت بالقمع وممارسة العنف في حق فاعليها، في بلد يضم كل وسائل حرية الرأي والتعبير والصحافة ويدعي أنّها مكفولة؛ لتمكين الرأي العام، من كل أسباب المعرفة وتوفير المعلومة.

وتفتضي مناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للصحافة العمل على صون حرية التعبير وتكريم أصحابها وممتنهيها الذين لا يتوانون لحظة، في إطلاع الرأي العام، على آخر المستجدات ومعالجة مختلف الظواهر معالجة صحفية جادّة، بالرغم من كلّ الأخطار والمهالك المحدقة بهم .

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى