17 يونيو 1987م: عندما غيّر الحسن الثاني نظام الباكالوريا
برامج إصلاحية في قطاع التعليم جاءت بعد 87 واستنزفت الملايير، من غير أن يكون لها أيّ أثر على المنظومة، ومن غير معرفة أين ذهبت هذه الأموال!!! وهل كان وزير التعليم السابق، محمد الوفا، محقاً حين قال «إنّه لا يمكن إصلاح التعليم ما لم يتم إصلاح الاختلالات الموجودة داخل المنظومة التربوية» ؟؟؟
هلا بريس
خصّ الملك الراحل الحسن الثاني في خطابه بتاريخ 17 يونيو 1987م الذي تحلّ في هذا اليوم (الثلاثاء) ذكراه الثامنة والثلاثون؛ للحديث عن نظام الباكالوريا الذي كان قد أعلن بخصوصها عن تغيير نظامها التعليمي؛ لكي يتماشى مع المتطلبات الآنية، في تلك الفترة من الزمن المغربي، والحرص على ربط التعليم بسوق العمل، وتعزيز البحث العلمي ومواكبة التطورات العالمية.
ودعا الحسن الثاني في خطابه، إلى مراجعة مختلف المناهج الدراسية وتقليص بعض المواد غير الضرورية وإدخال مواد أخرى جديدة، مثل اللّغات الأجنبية والاعلاميات والانفتاح على التطورات العلمية؛ لتحسين جودة التعليم في المغرب.
وجاء في خطابه أيضا، إلى أنّ البكالوريا (اليوم)، في إشارة منه، بطبيعة الحال، لتلك الفترة، ليست هي الباكالوريا التي عرفناها قبل 20 أو 30 سنة الماضية بالنسبة للنماذج والطرق القديمة، وأبرز أنّ امتحان الباكالوريا حقيقة شيء صعب والإنسان مخلوق من دم ولحم، ومن طبيعة بشرية، تتأثر بالمؤثرات، فهل من حقّنا أن نحكم على تلميذ في يوم كذا، من سنة كذا أمام الورقة البيضاء، في جو مرهب مشحون…بحسب ما جاء في مقتطف بهذا الموضوع، تجدونه في كتاب أقوى الأحداث التي طبعت تاريخ المغرب.
ولأن هذه المناسبة شرط، وتأتي في سياق الإعلان عن نتائج الامتحانات الخاصة بمستوى الباكالوريا وإجراء باقي الامتحانات الإشهارية وغيرها، فلا بد من الحديث بعجالة؛ للتذكير بمختلف الوقفات الإصلاحية في مجال التعليم التي تلت سنة 1987م نستهلها بوقفة ميثاق التربية والتكوين في سنة 1999م وبعد أنْ تبيّن أنّه لم يحقق أهدافه المتوخاة، بناءً على تقرير صادر عن المجلس الأعلى للقطاع تمّ الارتماء في أحضان برنامج أخر، أسموه بالمخطط الاستعجالي 2009م 2012م قالواْ على أنّه جاء من أجل تدارك النواقص السابقة، لكن هذا المخطط انتهى (بفضيحة بجلاجل) كما يقول إخواننا المصريون، بعد أنْ صُرفت المليارات المخصصة له، في غير محلها ولم يكن لها أيّ أثر على المنظومة ككل، ومن غير معرفة أيْن ذهبت هذه الأموال، وفق تقرير صادر عن المجلس الأعلى للحسابات الذي أشار أيضا، إلى استمرار الهدر المدرسي والاكتظاظ.
وبعد ذلك عرّج المصلحون على برنامج تعليمي آخر أسموه بالرؤية الاستراتيجية 2015م 2030م وألْحقواْ به برنامج يحمل اسم خارطة طريق، قالوا أيضا بخصوصه بأنّه جاء؛ من أجل تحسين جودة التعليم ومواكبة التحولات الرقمية المستجدة وتطوير البنيات التحتية التعليمية.
والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا صرفت عشرات الملايير أو كما تمّ وصفها ببحيرة من المال، على الإصلاح التربوي، من خلال برامجه ومخططاته، من غير تحقيق النتائج المرجوة؟؟ وهل كان وزير التعليم السابق محمد الوفا محقا حين قال «إنّه لا يمكن إصلاح التعليم ما لم يتم إصلاح الاختلالات الموجودة داخل المنظومة التربوية»؟؟؟