متابعات

18 يونيو: يوم شارك السلطان محمد الخامس في احتفال تحرير فرنسا من النازية

شارل ديغول يوجه الدعوة لسلطان المغرب لحضور الاحتفالات بهزم النازية تقديراً منه لدور الجنود المغاربة في المجهود الحربي ضد دول المحور في الحرب الكونية الثانية

 

هلا بريس

تحلّ في هذا اليوم (الأربعاء) 18 يونيو2025م الذكرى الثمانون لدعوة الجنرال شارل ديغول لسلطان المغرب محمد الخامس؛ لحضور الاحتفالات بهزم النازية سنة 1945م تقديراً منه لدور الجنود المغاربة في المجهود الحربي ضد دول المحور في الحرب الكونية الثانية

ودعا محمد الخامس المغاربة إلى مساندة فرنسا، من خلال مرسوم سلطاني صدر بتاريخ 4 شتنبر 1939م حثّ فيه المغاربة على مساندة فرنسا وتم بثه عبر منابر المساجد وفي الأسواق الأسبوعية.

وحسب عدة مراجع، فأوضحت أنّ من جملة ما جاء في هذا المرسوم ما يلي «علينا أن نقدم لفرنسا الإعانة التامّة ونعضدها بكل ما لدينا من وسائل، غير محاسبين ولا باخلين، وصار ضرورة أن نشاركها اليوم في ساعة الشدة والبؤس، حتى يكلل النصر أعمالها ويزهر سرور النجاح أيامها».

واستجاب المغاربة لهذا النداء، حيث تمّ تجميع الشباب في القرى والمداشر، وقد أفادت بعض الوثائق الفرنسية بأن 60 % منهم كانواْ من الأمازيغ، وأن بعضهم كانوا دون سن السادسة عشرة، لكن الضباط الفرنسيين ألحقوا أسمائهم باللوائح بعد تغيير أعمارهم.

وتمّ إخضاع المختارين منهم لتدريبات وفحوص دقيقة قصد اختيار النخبة منهم، ليدرَّبواْ على مدى شهور قليلة، قبل أن يتم ترحيلهم، عبر موانئ الجزائر وتونس، إلى أراضي القتال.

كانت تركيبة الفيالق المغربية والمسماة “الكوم” تتكون من 3 آلاف محارب في كلّ سرية، يقودها 200 ضابط فرنسي من رتب مختلفة، وبعض المغاربة من رتب متدنية. وكانت هذه الفيالق مجتمعة جاهزة للحرب في يونيو 1943م تحت زعامة الجنيرال (غيوم).

وكشفت مصادر مهتمة، على أنّ الاعلام الأوروبي وكُتاب التاريخ بالقارة العجوز، كان لا يولون أهمية، لما قام به المغاربة، في سبيل تحرير فرنسا من الاحتلال النازي؛ مخافة أنْ يقال بأنّ الأفارقة والمسلمين هُم السبب في تحرير أوروبا من النازية والفاشية، وهذا رغم شهادات بعض الجنرالات والسياسيين من الحلفاء وحتّى من الألمان أنفسهم في تلك الفترة، مثل الجنرال الألماني ” كيسر لن” الذين أشارواْ لدور المغرب في تحرير فرنسا.

ولم تكن مشاركة الجنود المغاربة في الحرب العالمية الثانية، إلى جانب الحلفاء بالحالة الوحيدة، فقد سبقته مشاركات سابقة، بخصوص مشاركته في الحرب الأهلية الإسبانية (1936م/1939م)  إلى جانب قوات (فرانكو) في مواجهتها للجمهوريين، لكن مشاركة عشرات الآلاف من الجنود المغاربة، كان لهم الفضل في انتصار الجنرال الذي راودته فكرة الاستعانة بالجنود المغاربة؛ بسبب ما حقّقوه من انتصارات سابقة على الإسبان في معركة أنوال المعروفة سنة 1921م بحسب ما جاء في كتاب الدكتور حسين مجذوبي الذي أشار فيه إلى المشاركة العنيفة للمغاربة في هذه الحرب، وأشار أيضا إلى أنّهم كانواْ مرغمين على ذلك؛ بسبب تجنيدهم قسراً للقتال.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى