ثقافة وفكر

3 يونيو: الذكرى المائة ونيف عن رحيل رائد الكتابة الكابوسية “فرانز كافكا” سنة 1924م

الكاتب الذي أحْرق هتلر إنتاجاته الأدبية؛ لأنّه اعتبرها تحمل أفكاراً معارضة للتوجهات النازية، ومنعها الشيوعيون ؛بسبب ما "اعتبروه" السلبية التي تحملها بين سطورها، في التطرق لقضايا المجتمع ومعاداتها للفكر الشيوعي وحملها لأفكار هدّامة وتهديدها لاستقرار المجتمع وبعد ذلك غيّرواْ رأيهم، ورحبواْ بها، وأثار الجدل بين المثقفين العرب حول مدى صهيونته من عدمها

 

هلا بريس

تحلّ في هذا اليوم (الثلاثاء) 3 يونيو 2025م الذكرى 101 لرحيل الكاتب التشيكي ذو الأصول اليهودية 1883م 1924م الذي اشتهر بكتاباته باللغة الألمانية في أدب فنّ الرواية والقصة القصيرة وهو خريج جامعة ألمانية، تعلّم فيها الأدب والحقوق والكيمياء، وتتسم كتاباته الأدبية بالنزعة الاغترابية المثقلة بالعبثية، كمذهب لا يعطي قيمة للحياة، ويفكر فيها من غير أي معنى، أو هدف مرسوم.

واستغل أوقات فراغه في الكتابة الأدبية التي عشقها وداوم عليها، وله العديد من الروايات والقصص والكتب، من بينها روايات: المحاكمة والقلعة و تحريات كلب و في مستوطنة العقاب وقفص يبحث عن طير وأمريكا والحكم والغائب وغيرها فضلاً عن قصص كثيرة، منها على سبيل المثال امرأة صغيرة ورسائل إلى “ميلينا” وكتاب رسائل إلى الوالد ،مع الإشارة إلى أنّ القليل من كتاباته، نُشرت خلال حياته، معظمها  يشمل رواياته العظمى (الحكم) و(الغائب) التي لم ينهها، نشرت بعد موته، على يد صديقه المقرب “ماكس برود”، وكانت مليئة بالحزن والمعاناة، بما في ذلك علاقته بوالده التي لم تكن طبيعية؛ بسبب استبدادية والده وقوته، فكتب رسالته الطويلة تحت عنوان (رسالة لأب) الأمر يبرز بصورة خاصة في كتابه (الحُكم) حيث يقبل الشاب حُكم الموت الذي أصدره عليه والده ويغرق.

كان “كافكا” معروفا عنه بأنّه لا يُتم الأمور، حيث كان يجد صعوبة في إنهاء كتاباته، ويُعرف عنه أيضا، بأنّ كتابات “كافكا” تعرضت في فترة لاحقة للحرق على يد هتلر؛ لأنّه اعتبرها كتابات تحمل أفكاراً معارضة للتوجهات النازية، وزاد الوضع سُوءاً انتماءه اليهودي الذي كان يعتبره النازيون تهديداً للثقافة الجرمانية هذا من غير نسيان، بأنّ النازيين لم يرحمواْ أي ثقافة أخرى لا تتماشى مع فكرهم.  وتمّ منع كتابات كافكا أيضا من طرف الشيوعيين؛ بسبب ما “اعتبروه” السلبية التي تحملها بين سطورها، في التطرق لقضايا المجتمع ومعاداتها للفكر الشيوعي وحملها لأفكار هدّامة وتهديدها لاستقرار المجتمع وبعد ذلك غيّرواْ رأيهم، ورحبواْ بها.

وأتارت كتابته الجدل بين المثقفين العرب، حول مدى صهيونيته من عدمها، فمنهم من يقول بأنّه يهودي صهيوني ومنهم من يقول غير ذلك، فالفريق الأول استعان بكتاب رسائل كافكا للحديث عن صهيونيته والتي عبّر فيها عن فكرة راودته في الذهاب برفقة خطيبته إلى فلسطين.

ومن خلال ذات الرسالة، أشار النافيون لصهيونته، في كونه لم يذكرها صراحة، أو دعا إليها، أو دعا للهجرة إلى فلسطين، ولم يُشر إلى أرض الميعاد.

وفي رواية بنات آوى والعرب، يعرض فيها من خلال الراوي الأوروبي والعرب لصراع جرى بين بنات آوى وقافلة من العرب، من خلال سفر الراوي في الصحراء مع مرشد عربي وداخل واحة تظهر بنات آوى لتتحدثن مع الراوي، ويعبرن له عن كراهيتهن للعرب وعن تاريخ العداء بينهما.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى