55 سنة على إحراق الأقصى: الحرائق متواصلة
تأتي الذكرى في ظل توالي احتراقات من نوع آخر، متمثلة في توالي اقتحامات الصهاينة للمسجد الأقصى ووضع مأساوي، يعيشه أهالي غزّة، يتمّ استهدافهم بنيران القصف والصواريخ ومختلف أنْواع الأسلحة، وطاقات فاعلة في المغرب، لم تشأ أنْ تمر هذه الذكرى، من غير تخليدها ضمن فعاليات أسبوع المسجد الأقصى، وطالبت بإنهاء الحرب، ووقف التطبيع مع إسرائيل
هلا بريس
حلّت في هذا الشهر غشت 2024م في اليوم 21 منه الذكرى 55 لإحراق المسجد الأقصى بفلسطين المحتلة، من قبل متطرف استرالي الجنسية، هداهُ تفكيره الإرهابي؛ لإشعال النار في المصلى القبلي بالمسجد الأقصى، نارٌ طالت سقفه وسجائده ومختلف زخارفه الجميلة وكلّ محتوياته، من مصاحف وكتب وأثاث ومنبر المسجد التاريخي المعروف بمنبر صلاح الدين الأيّوبي وكانت النيران مفتعلة ومخطط لها، في ظل قطع قوات الاحتلال الماء عن المسجد وتباطئها في إرسال سيّارات الإطفاء والهدف هو طمس الهوية الحضارية الإسلامية لمدينة القدس، كإجراء لتكريس واقع الاحتلال وإزالة كافة الملامح التاريخية العربية منها والإسلامية على وجه الخصوص و التي كانت غاية المحتل الصهيوني منذ نكبة 1948م
وأثار حادث الإحراق في حينه، استنكار العديد من دُول العالم التي اجتمعت بمجلس الأمن الدولي، وأصْدرت قراراً دولياً أدانتْ فيه إسرائيل، وطالبتها بإلغاء جميع التدابير الهادفة لتغيير وضع القدس وهو قرار للأسف الشديد، عارضته الولايات المتحدة الأمريكية، كما هي عادتها دائماً.
أمّا في الدول العربية، فقد لقي استنكاراً كبيراً، واجتمع قادتها في شتنبر من سنة 1969م بالمغرب، لكنهم اكتفوا بإنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي وبعد ذلك صندوق لدعم القدس ولجنة ترأسها الملك الراحل الحسن الثاني؛ بهدف الحفاظ على مدينة القدس ضد عمليات التهويد.
تأتي هذه الذكرى، في ظل توالي احتراقات من نوع آخر، متمثلة في توالي اقتحامات الصهاينة، في مقدمتهم المتطرف بن غفير، برفقة مستوطنين وتحت حراسة من عناصر الشرطة. وتأتي أيضا في ظل وضع مأساوي، يعيشه الشعب الفلسطيني خصوصا أهالي غزّة الذين يتمّ استهدافهم بنيران القصف والصواريخ ومختلف أنْواع الأسلحة منذ حوالي 10 أشهر من الزمن ومازالوا، ممّا خلّف منْهم عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، من غير أنْ يجدواْ من يخفف عنهم من وطأة نيران القصف المتواصل التي يكتفي قادة العرب إزاءهُ بدور المتفرج والاقتصار على عقد المؤتمرات الواحدة تلو الأخرى بينما الصهاينة يٌواصلون،ويتمادون في قتل الأبرياء من نساء وأطفال ودك المنازل، في تحد صارخ لكل القوانين والأعراف والقيم الإنسانية.
ولم تشأ الطاقات الفاعلة في المجتمع المغربي المدافعة عن القضية الفلسطينية والمتمثلة في مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، أنْ تمر هذه الذكرى، من غير تخليدها ضمن فعاليات أسبوع المسجد الأقصى، حيث بادرت في يوم الأربعاء 21 غشت الجاري؛ لتفعيل وقفة أمام البرلمان المغربي بالرباط؛ للتضامن مع المسجد الأقصى والمطالبة بوقف الحرب المتواصلة على قطاع غزة، وطالبواْ بتحرك عربي وإسلامي؛ لوقف العدوان، ووقف التطبيع مع إسرائيل